رحم الله سلطان العلماء العزّ بن عبد السلام، لما كانت الأمة الإسلامية تقاوم أعداءها على ثلاث جبهات مرّ على مسجد فسمع واعظا (يعيش في غير زمانه) يحدِّث الناس عن مسألة أشبه بحكم أكل لحم الضُربان..! في وقت كانت فيه الأمة محاصَرة بأعدائها من ثلاث جهات، فنهره..
أمضيت وقتا طويلا في قراءة كلّ المبادرات التي تقدّمت بها أحزابٌ وهيئات ومنظمّات وعلماء ومفكرون وشخصيات وطنيّة، ووجدت فيها مساهمات قيّمة، وبعضها يرتقي إلى مستوى “خارطة طريق” لحلْحَلة الوضع وتجاوز حالة الاحتباس والمراوحة في المكان.
بعد شهرين من الحراك الشّعبي المبهر، أفرزت السّاحة الوطنيّة أربعة توجّهات كبرى، لكل توجّه منها “مشروع مجتمع” يريد تمريره تحت زخم حراك لم يقدّم للرّأي العام جردًا بأسماء من يجب أن يرحلوا،
في الوقت الرّاهن، لا يتحمّل الوضع الجزائري مزيدًا من الضّغط والتّجاذب، مهما كانت شرعيّة المطالب ونبل المقاصد ونظافة الوسيلة.. فبيْن دعاة الاستمراريّة ودعاة التّغيير فاصلان: زمني، وأمني.
تقول الرّواية، إنّ شابّا شجاعا كان يتجوّل في بعض شوارع الولايات المتّحدة الأمريكيّة، فرأى نمرا يهاجم فتاة، فغامر بحياته ودخل في معركة ضدّ هذا الحيوان المتوحّش، ونجح في صدّه عن هدفه وتمكّن من قتله.
على كل مواطن التّسليم للدّولة التي يقيم فيها بالسّلطة السياسيّة ومعارضة الرّداءة والوفاء بالعهود والمواثيق التي حوّلت الكرة الأرضيّة إلى ما يشبه الوطن المشترك للبشريّة جمعاء بفرْض هجرة انتقائيّة تتلافى تكدّس سكان المعمورة في شمال الكرة على حساب جنوبها.