إن الثورات عادة تصنع بنفسها أخلاقا جديدة، وتكون هذه المنظومة الأخلاقية ناتجة عن الأيديولوجية الغالبة ما بين القوى الثورية. ففي الثورة الروسية مثلا كان التقييم الأخلاقي لأي سلوك فردي أو اجتماعي يعتمد على قرب ذلك السلوك من قيمتي العدالة والمساواة أو بعده عنهما
عدت من مؤتمر أدبي في النرويج عقد بمناسبة منح جائزة هولبرغ للكاتبة والقاصة البريطانية مارينا وارنر. ولما كانت الفائزة مهتمة بدراسة الأساطير والقصص الخيالية في التراث الشعبي، فقد اجتمع في المؤتمر كتاب وشعراء ونقاد من شتى أنحاء العالم..
لاحظ أيها الأستاذ هذا المشهد: إثنان يقفان على شفا حفرة من النار، ظالم بغى على مظلوم ثم قال له إن قاومتني سقطنا معا في حفرة النار، فقال المظلوم السقوط فيها خير من البقاء معك، ثم تشبث به وقفز إلى الحفرة، فأيهما تلوم؟
من الصعب الثبات على الموقف الأخلاقي في الحروب الأهلية وأزمنة الاضطراب العظيم، إلا أن هذه الأزمنة ذاتها تجعل من ذلك الصعب ضرورةَ بقاء بقدر ما تجعل ضرورات البقاء صعبةَ المنال.
كلامي اليوم ليس عن البديهي، بل عن أمر يبدو أن الناس اختلفوا فيه بشأن الثورات العربية. إنني أحاول في هذه السطور تقديم الحجة على أن أي ثورة على الاستبداد لا تستحق اسمها، ما لم تكن ثورة على الاستعمار في الأساس.
في بلادنا وسائل عدة من القتل، إحداها بالطبع هو القتل المعنوي. وفي الحروب الأهلية، يصبح القتل، ماديّه ومعنويّه، فناً شعبياً. وأكثر الناس تعرضاً للقتل، هم أقل الناس توفراً على الحماية، وهؤلاء هم الذين ينتمون إلى الأخلاق، لا إلى هذا الطرف أو ذاك.
منذ الحرب العالمية الثانية لم ينتصر جيش نظامي على مجموعات فدائية تمارس حرب العصابات في أرضها بقصفها من الجو، وقد خسر الأمريكيون في فيتنام والعراق وأفغانستان، وقد خسر فيها الروس من قبلهم والبريطانيون قبلهما، وخسر الفرنسيون في فيتنام قبل الأمريكيين، وخسروا في الجزائر، وخسر الإسرائيليون في لبنان وفي
أقول: لا أرى للجنرال مخرجاً، لا مال لديه ينفقه، ولا حرب لديه يكسبها أو يلهي الناس بها. لذلك ربما يأتي يوم قريب يشعر فيه أن قرار خوضه هذه الانتخابات لم يكن من طوالع السعد عليه.
الظلم عنف، وهو يبرر كل عنف مضاد له. وما تفعله إسرائيل في القدس منذ سبع وأربعين سنة، وخمسة أشهر وسبعة عشر يوماً، عنف يبرر كل عنف مضاد له، وما عنف إسرائيل إن قارنته بعنف ضحايها إلا كالليل تقارنه بمشاعل السارين فيه.
في يوم 8 مارس 1917، بالتقويم الحالي، الموافق 23 فبراير بالتقويم اليولياني المعمول به في روسيا في ذلك الوقت، قامت حشود من النساء العاملات في المصانع بالتظاهر في شوراع العاصمة الروسية، بتروغراد، التي كانت تدعى قبل ذلك بطرسبرغ، وسميت بعد ذلك بلينينغراد. وربما يبين هذا التغير في أسماء الأماكن ..
ربما يجوز لنا ببعض التبسيط أن نقول إن الخلاف على الإمامة والذي كان مبدأ افتراق الأمة على مذاهبها الثلاثة الكبرى: السنة والشيعة والخوارج، كان خلافا على مرجعية الحكم، أو مصدر الشرعية أو، بلغة ذلك العصر، على موضع العصمة.