عبد الله فرج الله يكتب: أن لا يأمن اللاجئون في دياركم، وأن يكونوا مادة رخيصة في برامج وألسنة مشيعي الفتن، وملفقي الأكاذيب، ومروجي الإشاعات، ومستهدفي أمن شعبكم، واستقرار حكمكم، وهم قلة منبوذة سخرت لها إمكانيات، مسألة تحتاج منكم ومن حكومتكم إلى وقفة جادة وقوية وحاسمة، في قطع ألسنة الفتنة، ومحاربة مظاهر العنصرية البغيضة، التي تأتي على أخضر الأوطان ويابسه فتحرقه، وتفسده
بشكل عام المواطن العربي ذو حائط مائل عند الأنظمة الحاكمة، فهو منتقص الحقوق، وليس له أن يطالب بها، فالظروف استثنائية وغير ملائمة لمثل هذه الأنانية البغيضة، التي تجعلك أسير حقوقك وحاجياتك في وقت العسرة الوطنية..
كما هي عادة الملك في خطاباته أو مقالاته أو لقاءاته، يؤكد دائما ضرورة النقاش وأهمية الحوار في قضايا الوطن المختلفة، وأولوياته الملحة، وهو ما أشار إليه في مستهل مقاله الأخير حول كارثة البحر الميت، التي أصابت الوطن ففجعته بخطف ما يزيد على عشرين من زهراته وفلذات كبده.
ما حل بالساحة الإخوانية في الأردن في السنوات الأخيرة لا يخفى على أحد، فضلا عن المتابعين للشأن الإسلامي والمهتمين، الذين رأوا خطورة مآلات ما هم فيه، من فرقة محتمة، في ظل غياب العقل الراشد، الذي يجمع ولا يفرق، ويصلح ولا يؤزم، ويقارب ولا يباعد.
ما تشهده الساحة الإخوانية حاليا من حراك، يأخذ شكل الخصومة والصراع، ويؤكد أن لغة الأمس ما عادت تنفع اليوم، وما كان يقبله الناس بالأمس القريب، أصبح مرفوضا تماما اليوم.
الإصرار على إجراء العملية الانتخابية الداخلية لمجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، رغم صدور قرار من الحكومة الأردنية بمنع إجراء هذه الانتخابات، قاد الجماعة لجملة من المصاعب، التي أصابتها بما يشبه الشلل التام، الذي أقعدها عن المضي في إتمام برنامجها، في تحدي قرارات الحكومة، فكان هذا الإصرار سب
كان بإمكان بعض قيادات الإخوان المسلمين في الأردن حتى وقت قريب، أن ينكر وجود أزمة حقيقية تمر بها الجماعة، على الصعيد الداخلي الإخواني، أو على الصعيد الداخلي مع النظام..
أتمنى فعلاً أن يشهد الحراك مخاضاً حقيقياً، نتخلص فيه من كثير من مواطن الخلل في المسيرة، أسميتها بالعقد، وقد اجتهدت معتمداً على مسيرتي الشخصية، وذاكرتي الفردية، في إحصائها وبيانها.. آملاً أن أجد على هذا الأمر أعواناً وأنصاراً.
خاضت الأمة العربية ربيعها ثم خرجت منه بوهم أن هذه الأنظمة التي جثمت على صدرها عقودا طويلة، كان من الممكن اجتثاثها بسهولة ويسر، والخلاص منها، بقليل من الصبر والإرادة..
الحركة الإسلامية في البلاد العربية لم تدعي أنها هي من صنعت الربيع في بلادها، أو هي من خططت له، غير أنها كانت من أكبر المساهمين فيه، بغض النظر عن مرحلة الالتحاق بركبه، مباشرة أو بعد تردد، المهم أنها التحقت به.
ما حدث أمس لحركة أحرار الشام، يشكل لغزاً قد لا يصعب فهمه، وإن كثرت تأويلاته، وتعددت رواياته، ما يزيد على عشرين قيادياً في الحركة، يشكلون جبة اغتيال دفعة واحدة، ويأتي الاغتيال في مرحلة التأهب لمحاربة "داعش" من خلال حلف دولي يتكون على مهل، يضخم داعش حد الخيال، ويتوقع لحربها سنوات طوال.
لو أتيح للربيع العربي أن يتحدث عن نفسه، وقد ملّ كثرة المتحدثين، وكثرة المتسلقين، وبعد مرور ثلاثة أعوام على دخوله إلى عالمنا العربي، لتمثل ما قاله الفتى العربي الأول شعراً، يشتكي مرارة إضاعة قومه له: