صحافة دولية

مجلة: عهود السنة الجديدة ليست مفيدة.. جرب هذا البديل

أفادت المجلة بأن النتائج العكسية قد تتجلّى في الاعتياد على الإخلال بالوعود التي قطعت ليلة رأس السنة- CC0
أفادت المجلة بأن النتائج العكسية قد تتجلّى في الاعتياد على الإخلال بالوعود التي قطعت ليلة رأس السنة- CC0

نشرت مجلة "سايكولوجي توداي" الأمريكية تقريرا تحدّثت فيه عن عهود السنة الجديدة التي عادة ما تبوء بالفشل، نظرا لأنها تركّز على نقاط الضعف؛ عوضا عن ذلك حاول اتباع النهج القائم على نقاط القوة.


وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن قرارات السنة الجديدة عديمة الفائدة إلى حد كبير، ذلك أن الوعود بالتغيير التي نقطعها في نهاية كل سنة سرعان ما تتحوّل بشكل روتيني إلى تردد وفشل وندم. وهناك أسباب متعددة تفسر هذا النمط من الفشل، ولعلّ أبرزها يكمن في التغييرات الشخصية الحقيقية التي تأتي عن اقتناع والتي ينبغي أن تكون منبثقة من التعلّم الحقيقي. كما تؤدّي المعرفة الجديدة في هذه العملية إلى رؤية أشياء جديدة، أو رؤية أشياء قديمة من منظور جديد.


وذكرت المجلة أن التعلّم الحقيقي قائم على التجربة، حيث يظهر بشكل طبيعي من خلال أحداث ومواجهات وظروف الحياة الشخصية الهادفة. وتعتبر ليلة رأس السنة مؤشرا ثقافيا عاما، فهي تساعد في ملاحظة مرور الوقت والطبيعة الدورية للأشياء، ولكنها تفتقر إلى أي صدى شخصي عميق بالنسبة لمعظم الناس. وتجدر الإشارة إلى التغيير الشخصي لا يلتزم بجدول عام، فتغير الأرقام على التقويم السنوي ليس إلا إشارة ضعيفة، اجتماعيًا وشخصيًا، وهي لا تقدّم تجربة أو تدخلًا قويًا بما فيه الكفاية لتحفيز التغيير.


وأشارت المجلة إلى أنه من الناحية العملية، يعد أول يوم في السنة الجديدة مجرد يوم آخر في حياتك، ولا يوجد سبب متأصّل للافتراض بأن عملية التعلّم وبناء الاقتناع الذاتي للبدء بالعمل على التغيير ستتطوّر بمجّر حلول ذلك التاريخ. ولا يوجد سبب يجعلك تفترض أن بيئتك سوف تتغير جذريًا في ذلك التاريخ على نحو يستلزم إجراء تعديلات.


وعلى هذا الأساس، تعتبر قرارات السنة الجديدة، كقاعدة عامة، مضيعة للوقت، وهو أمر مثير للسخرية، وذلك بالنظر إلى أن الزمن الثابت وأحادي الاتجاه هو ما يقع تسليط الضوء عليه اليوم. ولكن اتخاذ مثل هذه القرارات، في الواقع، يأتي بنتائج عكسية.

 

اقرأ أيضا: 2019 : عام التظاهر والاحتجاج بوجه الأنظمة الليبرالية


أفادت المجلة بأن النتائج العكسية قد تتجلّى في الاعتياد على الإخلال بالوعود التي قطعت ليلة رأس السنة. وتكرّر هذه العادة من شأنه أن يكسر كلمتك ويؤدي إلى الفشل الذاتي الذي سيقلّص من الكفاءة الذاتية، مثل الاعتقاد بأنه يمكن للمرء أداء مهام جديدة أو صعبة وتحقيق النتائج المرجوة، وبهذا تصبح الكفاءة الذاتية المنخفضة حاجزا أمام التغيير.


وتطرقت المجلة إلى نهج أفضل يقوم على أبحاث علم النفس الإيجابي حول مفهوم "دور نقاط القوة". وفي حين أنه من المهم الإقرار بالجهود الرامية إلى التغلب على القيود المفروضة ودعم نقاط ضعفنا، فإن الأبحاث المعاصرة في مجال علم النفس الإيجابي تقترح بقوة أن نستفيد بشكل كبير من الميل إلى نقاط قوتنا أيضًا. فنحن   كثيرًا ما نحصل على المزيد من الدعامة الصحية من جهودنا من خلال التركيز على تعظيم نقاط قوتنا بدلاً من الحد من نقاط ضعفنا.


في بعض الأحيان، تبدو هذه الفكرة غير بديهية، وذلك لأن تركيزنا واهتمامنا منحاز لصالح المتاعب والخطر والاضطراب. ولدواعي البقاء على قيد الحياة، يُسترعى انتباهنا إلى المتاعب، أما الأمور الناجحة فنحن نتعلم بسرعة كيفية تجاهلها أو تركها أو النظر إليها باعتبارها أمرا مفروغا منه.


وأشارت المجلة إلى أن فكرة الاستثمار في نقاط القوة، الذي من شأنه أن يحقق نتائج أفضل من استثمار مماثل في نقاط الضعف، تمثل فكرة ذات صدى كبير. لنفترض أن هناك اثنين من الموظفين المؤهلين على نحو مماثل، أحدهما شخص منفتح واجتماعي والآخر انطوائي وخجول. ولنقل إن هناك وظيفتين متاحتين، واحدة في المبيعات والأخرى في مجال إدارة الحسابات. في هذه الحالة، يمكن أن نطلب من الموظف الانطوائي تولي منصب المبيعات، ولكن قد يكون من الحكمة اختيار الشخص المنفتح لهذا المنصب. ومن المرجح أن يكون أداء هذا المرشح أفضل وأن يكون أكثر سعادة.


في الوقت الحالي، أصبح نهج القوة مثله مثل كل الأساليب الأخرى، ظرفيا ومحدودا في التطبيق. لا يعني ذلك أنه ينبغي لنا أن نركز كل اهتمامنا ومواردنا على الموهوبين فكريًا، مثلا، (اجتماعيًا) وإهمال المعاقين فكريا (ضعيف اجتماعيًا)، حبل يستدعي نهج القوة، المطبق بحكمة، تحقيق التوازن. وفي الحقيقة، يشبه العقل الفردي المجتمع إلى حد كبير. في إطار عقلية عادلة مسؤولة، وراعية (أي سليمة نفسياً)، ينصح بتركيز الكثير من الاهتمام على إيجاد نقاط القوة لدينا وإشراكها وتطويرها.


وأكدت المجلة أنه من أجل تحقيق هذه الغاية، فإن تقليد السنة الجديد الذي يركز على القوة لابد أن يتضمن التأمل في ما يجري بشكل جيد في حياتنا وتحديدها ــ بما في ذلك مواهبنا، وإنجازاتنا المهمة التي حققناها وعاداتنا المفيدة، وتحالفاتنا الراسخة ــ والعزم على حمايتها والاحتفاء بها والبناء عليها.

 
التعليقات (0)