صحافة دولية

أوبزيرفر: شهادات مروعة لانتهاكات الجيش الإسرائيلي

قال جنود سابقون إن الهدف من اقتحامات المنازل هو ترهيب الأهالي فقط- جيتي
قال جنود سابقون إن الهدف من اقتحامات المنازل هو ترهيب الأهالي فقط- جيتي

نشرت صحيفة "أوبزيرفر" تقريرا عن شهادات لمنظمات حقوقية إسرائيلية اتهمت فيها جيش الاحتلال بترويع الفلسطينيين، واقتحام منازلهم بشكل وحشي منتصف الليل.

 

 واحتوى التقرير على شهادات من الجنود والأطباء والعائلات الفلسطينية قالوا فيها إن القوات الإسرائيلية تدخل البيوت الفلسطينية حوالي 250 مرة في الشهر للقيام باعتقالات والتفتيش لأغراض أخرى مثل فهم طبيعتها واستخدامها كنقاط مراقبة والبحث عن الأموال والأسلحة والمعلومات الأمنية.


وتحدث الجنود عن أن التخويف والاستفزاز، هو الهدف الوحيد من الاقتحامات الليلية، وهو زعم نفاه جيش الاحتلال الإسرائيلي.

 

وجاء في التقرير الحقوقي الذي استمر إعداده عامين وشاركت فيه مجموعة "كسر الصمت" و "يش دين" و "أطباء من أجل حقوق الإنسان"، أن ممارسات جيش الاحتلال تؤدي إلى آثار نفسية سيئة، وهي دائما ما تأتي دون أوراق تفتيش رسمية وقد تصل في طبيعتها بحسب الباحثين إلى درجة خرق القانون الدولي.

 

ونقلت الصحيفة عن أفنير غيرافاهو، المدير التنفيذي لمنظمة كسر الصمت الذي كان برتبة شاويش بالجيش الإسرائيلي وقام بمداهمات، أن التقرير يكشف صورة عن الاحتلال التي عادة ما يتم إخفاؤها عن الرأي العام.

 

وقال: "مثل الحواجز وجدار الفصل فهي تمثل الحمض النووي للاحتلال. وانتهت بالنسبة للجنود مثلي بالمضي نحو سيارات الجيب والعودة إلى النوم في المعسكر. أما بالنسبة للفلسطينيين فتترك صدمة بعيدة المدى عليهم. وما تعنيه أنك لم تعد تشعر بالأمان في بيتك وسريرك. وبالنسبة لي فالذاكرة طويلة المدى هي النظرات المليئة بالحقد". 


ورغم اتفاقية أوسلو التي قصد منها نهاية الاحتلال الذي بدأ عام 1967 إلا أن عمليات الاستيطان تسارعت بشكل واسع ومعها المداهمات التي شملت على المناطق سواء تلك الواقعة تحت سيطرة السلطة الوطنية أو تلك الخاضعة للإدارة الإسرائيلية.

 

ومن بين 40 جنديا قدموا شهاداتهم تحدث معظمهم عن تدريب بدائي تلقوه قبل المداهمات وقلة في المهارات اللغوية تساعدهم على التواصل مع العائلات الفلسطينية التي يدخلون بيوتها.

 

وبالنسبة للبعض مثل فضل التميمي، إمام مسجد النبي صالح في الضفة الغربية، فالمداهمات أمر عادي ومنذ 20 عاما، ونسي عدد المرات التي دخل فيها الجنود بيته.

 

وربما كانت 20 مرة آخرها في 2019 قبل تفشي وباء فيروس كورونا.

 

وقال في تصريحات لأوبزيرفر: "السبب وراء هذا هو تخويف كل واحد وإظهار من المسيطر. ولم يتحدثوا عن السبب أو أظهروا ورقة".

 

وأضاف: "في مرة أتذكر أنني ذهبت إلى المسجد لصلاة الفجر وعندما عدت كان الجنود داخل البيت. ووضعوا كل عائلتي في المطبخ. وعندما دخلت غرفة النوم وجدت ثلاثة جنود يستريحون على سريري".

 

وقال إن التداعيات هي نفسية "وتشعر بانتهاك لخصوصيتك، وهذا أمر فظيع لعائلة محافظة في مجتمع تقليدي والهدف هو التحكم والإهانة".

 

وقالت الدكتورة جمانة ملحم التي تعمل مع منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان الإسرائيلية: "ما يخطر ببالي" هو أن "العملية تحتوي على نزع صفة الإنسانية عن كامل المجتمع وتحطيم الروح الإنسانية".

 

وعلى المستوى الفردي فالأثر قد يقود كما تقول ملحم إلى صدمة "ويتحدث الناس عن ضغوط نفسية تستمر لأسابيع بعد المداهمة".

 

وقالت إن "هناك عددا من العوامل التي تشير لأعراض ما بعد الصدمة التي نرى معدلاتها العالية لدى المجتمع الفلسطيني بشكل عام. ونحن لا نتحدث هنا عن صدمة واحدة ولكن صدمة مستمرة بسبب الاحتلال، وشعور أنك سجين في داخل بلدك وأنك عرضة للخطر بشكل دائم".

 

وبالنسبة للجنود الذين نقلت شهاداتهم فالامر معقد. فقد وصف اثنان منهم تجربة مداهمة بيوت فلسطينيين كنقطة تحول لهما وليس لأنهما شاهدا نفسهما أنهما جنود طيبون أو أشرار.

 

وبالنسبة لجندية تطوعت مرة للمشاركة في مداهمة بيت فلسطيني، فقد كانت الفكرة مثيرة و"لم تكن وظيفتي ولكنهم كانوا يبحثون عن نساء فلسطينيات في الخليل. وأعتقد أن الأمر مثير. وكنت في سن الـ19 وأمارس لعبة الحرب. وكنت أريد أن أكون جزءا منها ومعرفتها من الداخل، وكانت في النهاية نقطة تحول" و"عندما كنا في الداخل قال القائد "أنت ستفتشين النساء، وكانت العائلة خائفة".

 

وبالنسبة لأرييل برنستاين، 29 عاما، الذي خدم بوحدة النخبة للمشاة "سايرت ناحال" فبدأ يشعر بعدم الراحة خلال 2014 عندما تدفقت القوات الإسرائيلية على الضفة الغربية بحثا عن ثلاثة شبان مستوطنين قتلتهم "حماس"،  بحسب قوله.

 

يقول برنستاين: "عرضت علينا صورة جوية تحتوي على رقم كل بيت. وطلب منا اختيار أربعة بيوت بطريقة عشوائية وقلبها رأسا على عقب لأي شبهة، وشعرت بالغرابة لأمري بهذا".

 

وأضاف: "كان البيت الثاني الذي دخلناه واسعا وجميلا وقررت البقاء مع العائلة، ولم أكن أعرف ولا أي جندي آخر اللغة العربية. وظلت العائلة تقول نفس الشيء مرة بعد الأخرى وظللت أطلب منهم السكوت" و"شعرت بالإحباط وطلبت منهم السكوت، وظلوا يستعطفون مرة بعد الأخرى وفجأة أصابت الرجل الكبيرة نوبة، وأخذ يرتجف والرغوة تصعد من فمه وعائلته تصرخ بشكل هستيري. وعندها فهمت أنهم كانوا يريدون الجهاز الذي يستخدمه و"لم يكن لدي شك بأهمية العثور على الضحايا المختطفين ولكن القادة كانوا واضحين بضرورة استخدامنا المداهمات للضغط قدر الإمكان على كل بيت ندخله ونبحث عن أي شيء يشك فيه".

 

للاطلاع على النص الأصلي (هنا

التعليقات (0)