صحافة إسرائيلية

قراءة إسرائيلية في اغتيال "زاده" عشية تولي بايدن الرئاسة

رئيس حكومة الاحتلال أشار بنفسه لتورط "إسرائيل" بعملية الاغتيال- جيتي
رئيس حكومة الاحتلال أشار بنفسه لتورط "إسرائيل" بعملية الاغتيال- جيتي

تحدثت صحيفة عبرية، عن التأثيرات والحقائق التي تثبتها على الأرض عملية اغتيال عالم الذرة الإيراني محسن فخري زادة، الجمعة الماضية، قبيل دخول الرئيس المنتحب، جو بايدن، إلى البيت الأبيض.

وقالت صحيفة "هآرتس"، في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل: "خط جديد أكثر قتالية من المعتاد سُمع في الإحاطات من تل أبيب لوسائل الإعلام منذ اغتيال عالم الذرة الإيراني زادة، وتظهر إسرائيل فيه كلاعبة رئيسية، تقريبا قادرة على كل شيء في الشرق الأوسط".

ورأت أن "قدرات إسرائيل الاستخبارية والعملياتية، كما تم التعبير عنها في عملية اغتيال زاده المنسوبة للموساد، تمكنها من إملاء سير الأمور، وإذا أرادت، ستفعل مرة أخرى ضد أهداف في إيران، وإذا لم ترغب بفعل ذلك، فهي قادرة على أن تشوش استئناف المفاوضات حول الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن بعد دخول الرئيس المنتخب جو بايدن للبيت الأبيض في 20 كانون الثاني/ يناير المقبل".

ونبهت بأن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، "أشار بنفسه إلى تورط إسرائيل، حينما قال في تلخيص نشاطاته الأسبوعية: "أنا لا يمكنني أن أبلغكم بكل شيء". أما الوزراء، فعادوا إلى لعبة التظاهر الدارجة: "لا توجد لدينا أي فكرة عمن فعل ذلك"، متسائلا: "هل ما زال هناك مبرر لسياسة الغموض أو أنه من الأفضل تحمل المسؤولية عن عمليات كهذه؟".

لكن رئيس معهد بحوث الأمن القومي، الجنرال احتياط عاموس يادلين، كان الأكثر مباشرة من بين الذين تحدثوا، حين قال: "من عمل في طهران كانت لديه عين أو ربما اثنتان موجهتان لواشنطن"، مضيفا: "إذا ردت إيران، هذا سيمكن الرئيس دونالد ترامب من أن يأمر جنرالاته بالعمل ضدهم، وإذا لم ترد، فما زالت هناك إمكانية كي يعيقوا بايدن عن بدء المفاوضات".

مثلث ترامب
وأكدت "هآرتس" أن العملية نفسها تثير الإعجاب العملياتي في العالم، والسؤال: هل ستستطيع إسرائيل استغلال نجاح العملية في الساحة السياسية؟ وهل إدارة بايدن ستوافق على العملية، وربما على خطوات أخرى كحقيقة منتهية، أو في مرحلة ما ستقرر بأن تذكر تل أبيب بعلاقات القوى الحقيقية؟

وأضافت: "مع كل الاحترام للتعاون الاستخباري والعسكري بين الجانبين، الذي تعزز جدا مؤخرا بفضل العلاقات الممتازة بين نتنياهو وترامب، إسرائيل ليست شريكة متساوية الحقوق للولايات المتحدة؛ فأمريكا تحول لإسرائيل مساعدات أمنية سنوية بمبلغ 3.8 مليار دولار وليس العكس".

وأفادت بأن الرئيس السابق باراك أوباما "ضبط نفسه على الكثير من الإهانات والاستفزازات من جانب نتنياهو، لكن كان هناك حالات قام فيها بمحاسبته لاحقا، خاصة بعد أن هاجم نتنياهو علنا الاتفاق النووي في خطابه في الكونغرس في صيف 2015"، منوهة بأنهم في "الإدارة القادمة لبايدن حافظوا حتى الآن على صمت مدو بشأن اغتيال زاده".

ونوهت إلى أن امتناع الرئيس المنتخب ونائبته ووزير الخارجية القادم عن الحديث عن العملية، "لا يعني أنهم مروا مرور الكرام على الحادثة، وفي تل أبيب يجب عليهم الافتراض بأن الدفتر في واشنطن مفتوح واليد تسجل"، موضحة أن "إدارة ترامب اهتمت بأسرع وقت أن تسرب أنها لا تقف من وراء العملية، بل إسرائيل".


اقرأ أيضا: إيران تتحدث عن خيوط مؤامرة اغتيال زاده.. ما علاقة ابن سلمان؟


وقالت: "ليس من الواضح بالضبط ما الذي يحدث في مثلث ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو، الذي قام بزيارة إسرائيل مؤخرا مع إظهار الدعم الكبير لنتنياهو، والجنرالات"، منوهة بأن "واشنطن قامت بإرسال رسائل صغيرة مشوشة، وبالتأكيد طهران تجد صعوبة في حلها، ومؤخرا تم التحدث عن نقل حاملة طائرات وقاذفات ثقيلة لمنطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا، ولكن تم التوضيح بأن هذا يتعلق بالاستعداد لتطبيق توجيهات ترامب بإخراج باقي قوات الجيش من العراق وأفغانستان".

إغلاق الحساب 
والأهم -بحسب الصحيفة- هو "ما الذي يريده ترامب؟ وما هي درجة إصغائه لما يحدث بين إسرائيل وإيران في الوقت الذي يحتج على نتائج الانتخابات؟ وهل إيران ستختار الرد؟" مشيرة إلى أن "الضرر الذي أصاب إيران أكبر من أن يتم الرد عليه بالصمت، حيث نفذت العملية بعد إحراجين آخرين شديدين؛ اغتيال الجنرال قاسم سليماني، الذي تحملت واشنطن المسؤولية عنه، والتفجير في المنشأة النووية في "نطنز"، حيث نسبت لإسرائيل، التي لم تؤكد ولم تنف".

ونبهت إلى أن "هناك للإيرانيين قيودا تكتيكية؛ في 2012 و2018 ، عندما حاولوا الخروج بسرعة لتنفيذ عمليات انتقامية ضد إسرائيل، الأمور مالت إلى التشوش، وهناك مسألة التوقيت؛ هل رد سريع يبرر حسب رأيهم التورط مع ترامب قبل تولي بايدن مهام منصبه".

ولفتت "هآرتس" إلى أن "تصريحات الشخصيات الرفيعة في النظام الإيراني منذ عملية الاغتيال كانت عدوانية وتهديدية جدا، وفي إحدى الصحف المقربة من حرس الثورة، نشرت دعوة لضرب ميناء حيفا، وفي تل أبيب لا يستبعدون احتمالات أخرى منها؛ إطلاق صواريخ بالستية وصواريخ كروز وهجوم بطائرات دون طيار، أو محاولة تفجير سفارات في الخارج".

وتابعت: "يجب علينا عدم نسيان هجمات السايبر الأخيرة ضد منشآت المياه في إسرائيل"، مبينة أن "ميزة نشاطات كهذه مقارنة مع هجوم بواسطة مليشيات في العراق أو في سوريا، تكمن في الحفاظ على مجال شكلي للإنكار، وعلى أي حال، يبدو أن هناك على الأقل لاعبا إقليميا واحدا غير متحمس لأن يخدم بهذا الإيرانيين".

وذكرت أن "حزب الله أظهر أسفه على رفيق السلاح زادة، لكنه لم يتطوع لهذه المهمة، وبناء على ذلك، أحد زعماء الحزب اهتم بالتصريح في نهاية هذا الأسبوع، بأن أحدا من مقاتلي الحزب لم يصب في الهجمات الأخيرة التي نسبت لإسرائيل في سوريا، وبكلمات أخرى، إغلاق الحساب هنا هو شأن إيراني".

التعليقات (0)