مدونات

الإخوان والديمقراطية.. وبايدن

نزار غراب- محام كاتب مصري
نزار غراب- محام كاتب مصري

الإخوان حتى ولو أن لهم ممارسات خاطئة، لكنهم ليسوا كدكتاتور ترامب المفضل الذي دعمه الحزب الديمقراطي الأمريكي بزعامة أوباما وهيلاري كلنتون.

في محاولة منه لتجميل وجه أمريكا الذي قبّحه غشم لسان ترامب، أعلن بايدن منذ أشهر لدورية فورين أفيرز عن عزمه إقامة مؤتمر للديمقراطية، يدعو إليه منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال الحريات ودعم الحقوق السياسية والديمقراطية، للمشاركة في قمة الديمقراطية. وكتب بايدن يقول عن القمة الموعودة: "سوف تتضمن القمة من أجل الديمقراطية أيضا منظمات المجتمع المدني من حول العالم، التي تقف على الخطوط الأولى في الدفاع عن الديمقراطية".

الإخوان على مدار نصف قرن منذ فتح صفحة جديدة مع بداية عهد السادات عام ١٩٧٠، قدموا نموذجا في المشاركة السياسية والديمقراطية بنجاح تبعا للهامش الذي أتيح لهم، كما طرحوا تصورات وبرامج واجتهادات في التقريب مع الأفكار المختلفة المحيطة بواقعهم السياسي، وشاركوا في العديد من عمليات الممارسة الديمقراطية من انتخابات اتحاد طلاب وأعضاء هيئة تدريس بالجامعات ونقابات وبرلمان على مدار نصف قرن، حتى طفت بهم الممارسة إلى الفوز بالانتخابات الرئاسية عقب تقليص الهيمنة العسكرية الاستبدادية على البلاد في هبّة ٢٥ يناير (كانون الثاني).

هذا هو رصيد الإخوان في نصف قرن، فلمَ لا يدْعهم بايدن لمؤتمر الديمقراطية؟


لم يكن من رصيد الإخوان صناعة الموت التي صنعها المجلس العسكري بالاستيلاء على السلطة بالقوة العسكرية في حزيران/ يونيو ٢٠١٣، ورغم هذا حظي المجلس العسكري بدعم الدول الديمقراطية، والحزب الأمريكي الديمقراطي، والرئيس أوباما ونائبه بايدن ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون.

لم يكن من رصيد الإخوان دعم انقلاب عسكري بتقديم معونات عسكرية له، كما فعل ديمقراطيو أمريكا.

منظمات المجتمع المدني في مصر المزمع دعوتها للمؤتمر الأمريكي، كان لها دور في التحضير، ولتمثل غطاء مدنيّا للانقلاب العسكري على الديمقراطية في تحركات ٣٠ حزيران/ يونيو وما قبلها، فلمَ تتم دعوتها بينما لا تتم دعوة الإخوان؟

الإخوان في خضم الانقلاب أعلن مرشدهم أن سلميتهم أقوى من الرصاص، ولا زالوا منذ أن انتهك حقهم في الحياة وسلامة البدن والحرية، يبرهنون على أنهم نموذج ديمقراطي صلب، فلم يلجؤوا للعنف ولو عملا بمبدأ الدفاع عن النفس، ولا زالوا يمدون يدهم للأطياف كافة للاصطفاف من أجل الديمقراطية والحرية.

لا يعني ما سبق أنهم معصومون من الخطأ في الممارسة والتجربة، ولكنهم ليسوا مجرمين وقتلة تستقبلهم الدول الديمقراطية على البساط الأحمر.


نزار غراب
محامٍ بالنقض وبرلماني سابق
٢٥ كانون الأول/ديسمبر ٢٠٢٠

التعليقات (0)