سياسة عربية

الدفاع المدني في غزة.. أدوار بطولية بإمكانيات محدودة (شاهد)

طواقم الدفاع المدني ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة قبل 9 أيام لم يناموا إلا سويعات قليلة- الموقع الرسمي
طواقم الدفاع المدني ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة قبل 9 أيام لم يناموا إلا سويعات قليلة- الموقع الرسمي

 في كل عدوان يشنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر للعام 15 على التوالي، يبرز بشكل لافت دور طواقم الدفاع المدني في إنقاذ أرواح المواطنين المحاصرين تحت أنقاض البنايات السكانية التي دمرت بفعل الصواريخ الإسرائيلية. 


وأدى العدوان الإسرائيلي المتصاعد والمستمر بحسب إحصائية محدثة وصلت "عربي21"، من وزارة الصحة الفلسطينية، إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 212 شهيدا؛ بينهم 61 طفلا و36 سيدة والجرحى لأكثر من 1400 إصابة بجروح مختلفة. 

كما زادت بشكل كبير وتيرة الغارات والقصف الإسرائيلي العنيف لمختلف مناطق القطاع وخاصة في فترات الليل في الأيام الماضية، وتسبب القصف الإسرائيلي في تدمير المئات من المنازل والأبراج والشقق السكنية والطرق الرئيسية والأماكن العامة وشبكات المياه والاتصالات والإنترنت، إضافة لتدمير العديد من المؤسسات الحكومية المختلفة. 

 


 

 

 


معدات متهالكة ومهام كبيرة 

وللوقوف على واقع هذا الجهاز وما يقوم به من أعمال إنسانية غاية في الأهمية، خاصة مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على القطاع، أوضح مساعد مدير عام الدفاع المدني للعمليات والطوارئ العميد سمير الخطيب، أن "الدفاع المدني، جهاز خدماتي إنساني يقدم خدماته لكل أبناء الشعب الفلسطيني، بما يحمي أرواحهم وممتلكاتهم، وهو موزع على 5 محافظات في قطاع غزة". 

وأشار في حديث خاص لـ"عربي21"، إلى أن "الجهاز عمل على بناء 17 مركزا للإطفاء موزعة على كافة المحافظات"، مؤكدا أن "إمكانيات الجهاز ضعيفة، ويرجع هذا لأسباب كثيرة منها؛ أنه تم تأسيس هذا الجهاز في ظروف صعبة ولم يتم مواكبة التطور، أسوة بالأجهزة العالمية ولا حتى العربية". 

ونوه الخطيب، أنه "طرأت العديد من التحديات بعد عام 2007 (تسلم حماس إدارة قطاع غزة)، خاصة في ظل الحصار الإسرائيلي، وحاجة الناس كمثال؛ لتخزين الوقود، والتي تتم بطرق غير آمنة تتسبب بحرائق كبيرة، وأيضا سوء استخدام بدائل الكهرباء والتدفئة، أدت إلى حوادث مأساوية كثيرة". 

وذكر أنه طرأ على عمل الجهاز، النتائج المأساوية الناجمة عن اجتياحات وحروب وعدوان الاحتلال ضد القطاع، حيث دخلنا منذ عام 2006 في 4 حروب عدوانية إسرائيلية؛ 2008، 2012، 2014 وعدوان 2021 المتواصل الآن ضد القطاع، منوها أن "جهاز الدفاع المدني لم يكن مهيأ لخوض هذه المهام الناجمة عن عدوان الاحتلال، لأن الكثير من المعدات والآليات التي يمكن أن تساعدنا في مهمتنا الإنسانية غير متوفرة". 

ولفت مساعد المدير العام، إلى وجود "هدم ودمار كبير ناجم عن استهداف صواريخ الاحتلال حاليا للأبراج والعمارات السكنية والطرق والمؤسسات، وفي كثير من الأحيان يوجد ضحايا ومحاصرون تحت الأنقاض، وهو ما يتطلب العمل السريع لإنقاذ أرواحهم، وأحيانا يقف الجهاز عاجزا أمام صراخ المواطنين، وفي حروب سابقة كنا نسمع صراخ المواطنين ولا نستطيع التدخل لإنقاذهم، لعدم وجود المعدات الكافية واللازمة لذلك، أو لقيام جيش الاحتلال بمنعنا من استخدام ما يتوفر من أدوات، واستهداف طواقمنا، وهو ما تسبب بارتقاء العديد من الشهداء ومئات الجرحى من رجال الدفاع المدني". 

 

 

 


مهام إنسانية ووطنية عظيمة  

وفي ظل هذا الواقع، أكد أن "الجهاز الذي يعمل في منطقة سكانية مكتظة وبنية تحتية مهترئة، يعاني من مشاكل مركبة ومعقدة تعيق تنفيذ مهامه الإنسانية المتنوعة، لأن أغلب تلك المهام تعتمد على المعدات الفنية أكثر من القدرات البشرية على أهميتها، فنحن نحتاج إلى حفارات وجرافات ورافعات أوزان، وأجهزة الكشف عن أحياء تحت الأنقاض، وكل هذا وغيره غير متوفر بسبب منع الاحتلال وقلة الإمكانيات". 

ونوه أن "توفير هذه المعدات باهظة الثمن، يوفر علينا الكثير من الوقت والجهد ويساهم في إنقاذ أرواح الأبرياء، علما بأن تدمير الاحتلال للشوارع الرئيسة كما يجري اليوم، وشبكات المياه والكهرباء، يزيد من صعوبة أداء عملنا"، مؤكدا أن "الاحتلال ومنذ فترة طويلة يمنع دخول المعدات اللازمة والضرورية المخصصة لعمل الجهاز". 

ومن بين تلك المعدات التي يمنعها الاحتلال، وهي "مخصصة فقط لعمل جهاز الدفاع المدني مثلا؛ جهاز التنفس الخاص بعمليات الإطفاء، كشافات الإنارة اليدوية الخارقة للدخان، إضافة للكثير من الأدوات التي يمنع الاحتلال دخولها للقطاع بدعوى أنها مزدوجة الاستخدام، وهي فعليا ليست كذلك"، بحسب الخطيب الذي أكد أن "الجهاز لم يتلق أي دعم من قبل السلطة الفلسطينية منذ عام 2007، وهي الجهة الرسمية المسؤولة عن الجهاز". 

وبين أن "بناء الجهاز اعتمد على المنح الخارجية، وهذا لا يكفي لبناء جهاز يعمل بشكل فاعل في أداء مختلف مهامه الإنسانية"، مشيرا إلى أن "ما لدى الجهاز من سيارات إطفاء ومعدات، قديمة ومتهالكة، ولا نملك سوى سيارة واحدة بها سلم يصل حتى 13 طابقا، ونحن بحاجة لسيارات حديثة لضمان سرعة التدخل وإنقاذ الأرواح والممتلكات، فالثانية لدينا مهمة، وفي بعض المهام أحيانا كانت سيارات الإطفاء تتعطل وهي في الطريق". 

وعن شعوره عندما تنجح كوادر الجهاز في إنقاذ المواطنين من موت محقق جراء القصف الإسرائيلي، أفاد المسؤول الفلسطيني الذي أصيب في الضربة الأولى للعدوان الإسرائيلي عام 2008، حيث تم استهداف العديد من المراكز التابعة للدفاع المدني، أن "الجهاز يحاول العمل على سرعة تلبية نداءات المواطنين بشكل عاجل جدا، لمنع الخسائر البشرية وحتى المادية"، مضيفا: "تعترينا فرحة عارمة عندما ننجح في أداء مهماتنا بأقل الخسائر". 

وأشار في نهاية حديثه لـ"عربي21"، إلى أن كوادر وطواقم الدفاع المدني ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي قبل 9 أيام، "لم يناموا إلا سويعات قليلة، وما يجري من عدوان وتدمير كبير من قبل الاحتلال، يدفعنا للعمل بكل طاقتنا من أجل خدمة أبناء شعبنا وإنقاذ أرواحهم وممتلكاتهم أيضا، فما يقوم به جهاز الدفاع المدني، هي مهمة إنسانية ووطنية نعتز بها". 

 

 

 

التعليقات (1)
محمد غازى
الثلاثاء، 18-05-2021 05:49 م
تحيه لطواقم الدفاع ألمدنى فى قطاع غزة، ألأبطال الشرفاء، ألذين جادوا بأنفسهم فى سبيل الدفاع عن إخوانهم وعشيرتهم أهل القطاع، ألمحاصرين والمحاربين من قبل الجميع، أعداء ألدين والإنسانية والوطنية. ألله مطلع على كل شىء، وهو العزيز الجبار ألذى يبارك ألطواقم ويحفظهم. لعنة الله على الجبناء العملاء، أعداء ألإنسانية، أعداء فلسطين، وفى مقدمتهم عباس السافل ومن حوله من الخنازير.