اقتصاد دولي

ضعف الدولار يدعم الذهب والنفط.. والأسواق تترقب "الوظائف"

من المرجح أن يظهر تقرير الوظائف الأمريكية المقرر صدوره في وقت لاحق اليوم أن نمو التوظيف الأمريكي تباطأ في آب- جيتي
من المرجح أن يظهر تقرير الوظائف الأمريكية المقرر صدوره في وقت لاحق اليوم أن نمو التوظيف الأمريكي تباطأ في آب- جيتي

تترقب الأسواق العالمية صدور التقرير الشهري للوظائف في الولايات المتحدة، للتعرف على خطط مجلس الاحتياطي الاتحادي للبدء في تقليص مشتريات الأصول.

 

ومن المرجح أن يظهر تقرير وزارة العمل للوظائف في القطاعات غير الزراعية الأمريكية المقرر صدوره في الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش، أن نمو التوظيف الأمريكي تباطأ في آب/أغسطس، مما يُضاف إلى مؤشرات على تباطؤ اقتصادي قد يحفز مجلس الاحتياطي الاتحادي على تقديم الدعم لفترة أطول، بحسب رويترز.

 

ووفقا لمحللين كبار في السوق، تلقت الأسعار في سوقي الذهب والنفط دعما من ضعف الدولار الذي يحوم قرب قاع شهر، باعتبار أن انخفاض العملة الأمريكية تعزز جاذبية المعدن الأصفر، كما تقلص تكلفة النفط لحائزي بقية العملات. 

 

مكاسب متواضعة

 

وتتتجه أسعار النفط، الجمعة، صوب تحقيق مكاسب متواضعة، بعد ارتفاع قوي في الجلسة السابقة بفعل ضعف الدولار وانخفاض المخزونات الأمريكية إلى جانب تداعيات إعصار أيدا.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 13 سنتا أو ما يعادل 0.2 بالمئة إلى 73.16 دولارا للبرميل بحلول الساعة 06:19 بتوقيت غرينتش، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي أربعة سنتات ما يعادل 0.1 بالمئة إلى 69.95 دولارا للبرميل.

وقفزت العقود الآجلة لخامي النفط القياسيين اثنين بالمئة أمس الخميس، لتضع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي على مسار الارتفاع 1.8 بالمئة في الأسبوع، بينما يتجه برنت صوب تحقيق مكسب أسبوعي بنسبة 0.6 بالمئة.

وقال ستيفن إينس الشريك الإداري لدى إس.بي.آي لإدارة الأصول؛ إن التحرك النزولي لخام غرب تكساس الوسيط، يرجع على الأرجح لقيام المتعاملين بالتخلص من انكشاف مراكزهم على السوق قبل تقرير الوظائف في القطاعات غير الزراعية الأمريكية لشهر آب/أغسطس، بفعل مخاوف من أن التقرير ربما يأتي أضعف من متوسط التوقعات.

لكن بعض المحللين يرون مجالا لتحقيق سعر النفط المزيد من المكاسب، في ظل شح إمدادات الخام ومؤشرات على تعافي الطلب على الوقود.

وقال إدوارد مويا كبير محللي السوق لدى أواندا: "في ظل أن سوق النفط ستظل تسجل عجزا قويا لبقية العام، يبدو أن النفط مهيأ للارتفاع أكثر، في الوقت الذي تبعث فيه أوبك+ بإشارات عن الانضباط في تقليص التخفيضات وتواصل المخزونات الأمريكية الهبوط".

وما زال إنتاج نحو 1.7 مليون برميل يوميا من النفط متوقفا في خليج المكسيك بالولايات المتحدة، إذ تبطئ الأضرار التي لحقت بمناطق هبوط وإقلاع طائرات الهليكوبتر ومستودعات الوقود عودة الأطقم إلى المنصات البحرية، وفقا لما قالته مصادر لرويترز.

ومما يقلص تأثير الإمدادات، أن الطلب على النفط مكبوح في ظل استمرار انقطاعات الكهرباء، التي تبطئ إعادة فتح مصافي التكرير التي أغلقت في لويزيانا.

 

ضعف الدولار يدعم الذهب 

 

وفي أسواق المعادن، صعدت أسعار الذهب، الجمعة، وزاد المعدن الأصفر في المعاملات الفورية 0.2 بالمئة إلى 1812.97 دولارا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 06:41 بتوقيت غرينتش، وانخفض 0.2 بالمئة في الأسبوع.

كما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.2 بالمئة إلى 1814.80 دولارا.

وقال إينس: "نرى تكوين مراكز مسبقا ضئيلا لأشخاص ربما يرغبون في الشراء للاستفادة من تقرير الوظائف غير الزراعية".

وأضاف أن صدور رقم ضعيف "سيكون إيجابيا جدا للذهب؛ لأنه يعزز التوقعات الأكثر حذرا (لجيروم) باول، رئيس مجلس الاحتياطي للاقتصاد الأمريكي... قد نرى نزولا دون عتبة 1800 دولار إذا حصلنا على قراءة قوية".

وقبل تقرير وزارة العمل للوظائف في القطاعات غير الزراعية الأمريكية، كشفت بيانات أن عدد الأمريكيين المتقدمين بطلبات للحصول على إعانة البطالة للمرة الأولى انخفض الأسبوع الماضي، بينما تراجعت عمليات تسريح الموظفين لأدنى مستوياتها في أكثر من 24 عاما في آب/أغسطس.

وقال باول الأسبوع الماضي؛ إنه إذا استمر نمو الوظائف، فإن البنك المركزي قد يبدأ تقليص مشترياته للأصول هذا العام، لكنه سيظل يتوخى الحذر في اتخاذ قرار بشأن زيادة أسعار الفائدة.

وبينما يُعتبر الذهب تحوطا في مواجهة التضخم وعدم استقرار العملة الناجمين عن تدابير التحفيز غير المسبوقة، فإن أسعار الفائدة المنخفضة تقلص أيضا تكلفة فرصة حيازة المعدن الأصفر الذي لا يدر عائدا.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة 0.3 بالمئة إلى 23.96 دولارا للأوقية.

وصعد البلاتين 0.3 بالمئة إلى 1001.66 دولار، بينما زاد البلاديوم 0.6 بالمئة إلى 2415.49 دولارا.

 

أسهم أوروبا

 

وفي أسواق الأسهم، هبطت الأسهم الأوروبية، الجمعة قبل بيانات للتوظيف في الولايات المتحدة، بينما تأثرت المعنويات سلبا بسبب مخاوف جديدة بشأن تباطؤ النمو الصيني.

ونزل المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 0.2 بالمئة بحلول الساعة 07:23 بتوقيت جرينتش، لكنه يمضي قدما صوب تحقيق مكاسب أسبوعية محدودة.

وكانت أسهم البنوك وشركات الخدمات المالية التي تتأثر بأسعار الفائدة بين أكبر القطاعات المنخفضة، فيما هوى سهم مجموعة الاستثمار أشمور جروب 3.9 بالمئة، بعد إعلانها عن نتائج عام بالكامل.

وأظهر مسح خاص أن نشاط قطاع الخدمات الصيني انكمش بشدة في آب/ أغسطس؛ إذ تهدد القيود المفروضة لكبح السلالة دلتا من فيروس كورونا، بإخراج التعافي الاقتصادي عن مساره.

ومن المقرر صدور القراءات النهائية لمؤشر آي.إتش.إس ماركت لأنشطة الأعمال في آب/أغسطس، في منطقة اليورو والمملكة المتحدة أيضا في وقت لاحق اليوم.

 

التعليقات (0)