سياسة دولية

نائبة بريطانية مسلمة تروي بتأثر تجربتها مع العنصرية (فيديو)

اتهمت سلطانة "أعلى المستويات" بتغذية العنصرية والإسلاموفوبيا- موقعها الإلكتروني
اتهمت سلطانة "أعلى المستويات" بتغذية العنصرية والإسلاموفوبيا- موقعها الإلكتروني

لاقت نائبة بريطانية مسلمة إشادة واسعة من شخصيات سياسية ونواب، بعدما وصفت بحرقة ما واجهته من عنصرية ومواقف معادية للمسلمين خلال رحلتها السياسية.

وكانت النائبة الشابة عن حزب العمال، زارا سلطانة (27 عاما)، تتحدث خلال اجتماع لجنة برلمانية لمناقشة تعريف الإسلاموفوبيا.

وقالت سلطانة في كلمة لها: "قبل انتخابي كنت متوترة بشأن نظرة الناس إليّ كامرأة مسلمة. فخلال مراحل عمري شهدت ما تعرضت له شخصيات بريطانية مسلمة من إساءات. كنت أعرف أن الأمر لن يكون سهلا، لكن اليوم أود القول؛ إنني كنت مخطئة عندما راودني القلق"، معتبرة أنه "لم يكن هناك داع للقلق".

ورغم ذلك، فقد أشارت سلطانة وقد غلبتها الدموع؛ إلى أمثلة على الإساءات التي تعرضت لها، ومن ذلك رسالة بعثها أحدهم جاء فيها: "سلطانة، أنت والغوغاء من المسلمين خطر حقيقي على الإنسانية".

وكتب آخر إليها يصفها بأنها "سرطان" ينتقل من مكان إلى مكان، وقريبا "أوروبا ستلفظك إلى الخارج". ووصفها آخر بأنها "متعاطفة مع الإرهابيين، يا حثالة الأرض".

وقالت سلطانة: "اكتشفت أني كامرأة مسلمة، وأني أتحدث عاليا، وأني من الجناح اليساري.. سأكون مستهدفة بوابل من العنصرية والكراهية.. أن يتم التعامل معي كعدو لهذا البلد الذي ولدت فيه، وكأني لا علاقة لي به".

وكتب إليها أحدهم قائلا: "إذا كنت لا تحتملين العنصرية، فربما ستكونين أكثر سعادة إذا عُدتِ إلى بلدك الأصلي.. يا أجنبية".

وأشارت إلى أن الأمر يزداد صعوبة عليها "عندما أتحدث عن حقوق المهاجرين أو عن الفلسطينيين أو عندما أنتقد (رئيس الوزراء الأسبق) توني بلير، بسبب الحرب على أفغانستان".

واقتبست من إحدى الرسائل التي تلقتها: "مدننا ممتلئة بالمسلمين، لنرسلهم إلى باكستان"، فيما اقترح آخر عليها أن تدعم طالبان، "كل ذلك لأنني مسلمة وضد حرب لا نهاية لها".

وأكدت سلطانة أن "الإسلاموفوبيا لا تأتي من فراغ.. هي ليست طبيعية أو مترسخة.. هي يجري تلقينها من أعلى المستويات.. هذه النيران يجري تسعيرها من أشخاص في مواقع القوة والامتيازات".

وقالت: "عندما يستهدفني حساب على الإنترنت لليمين المتطرف بإساءات عنصرية، ويقول إن المسلمين يغزون الجيش؛ فيما نائب من المحافظين وبدلا من انتقادهم بسبب عنصريتهم، فإنه يهاجمني".

ولفتت إلى أنه "عندما تعرض نجم منتخب إنجلترا لكرة القدم لعنصرية حقيرة، نبهت إلى أن رئيس الوزراء (بوريس جونسون) سعّر هذه النيران بالتهكم على المسلمين والسود"، مشيرة إلى أن وزيرة في الحكومة طلبت منها داخل البرلمان الانتباه لصوتها.

لكن سلطانة لفتت إلى أن الكلمات العنصرية سيئة، لكن الأسوأ "هي السياسات والقرارات السياسية"، مشيرة إلى الحرب على الإرهاب التي أطلقها بلير مع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، حيث رسخا الصورة بأن "المسلمين - أينما كنا - يتم تصويرهم كتهديد أمني وبحاجة للضبط والقمع".

كما أشارت إلى استهداف المسلمين بشكل خاص، عبر برامج مثل "بريفنت" (الخاص بمواجهة التطرف والإرهاب)، حيث إن "دراسات عديدة وجماعات حقوق الإنسان أظهرت وجود تمييز ضد المسلمين.. من فتيات صغيرات تجري إحالتهن (للبرنامج) ببساطة لأنهن اخترن ارتداء الحجاب، إلى مراهقين مسلمين يجري استجوابهم من ضباط مكافحة الإرهاب بسبب وضعهم شعار فلسطين حرة".

وأوضحت أنها في السابق كانت تخشى انتقاد بلير وبوش بسبب حروبهما "غير القانونية"، وكانت تأمل أن تتجه الأمور لنحو الأفضل، لكن "اليوم رئيس وزرائنا يسخر من المسلمين (بوصفهم) كصناديق بريد أو لصوص البنوك".

وعندما أعلنت الحكومة البريطانية عن مراجعة برنامج "بريفنت"، فإنها عينت ويليام شوكروس لقيادة المراجعة، وهو الذي كان قد قال سابقا؛ إن "أوروبا والإسلام هما أكبر المشاكل وأكثرها رعبا لمستقبلنا".

كما تطرقت لما يواجهه المسلمون في حزب العمال الذي تنتمي إليه. وقالت: "حزبي يدعم رجلا قال إن المسلمين يرون العالم بشكل مختلف عنا"، وأن المسلمين "هم أمة داخل أمة".

وصمت الحزب بعدما "تمت تبرئة زميلة مسلمة من اتهامات كيدية، وقد عانت خلال 18 شهرا من (حملة) فظيعة من الإسلاموفوبيا". وتشير سلطانة إلى قضية النائبة المسلمة أبسانة بيغوم التي تعرضت لاتهامات بالتحايل والتزوير للحصول على مسكن من البلدية، قبل أن تتم تبرئتها في المحكمة في تموز/ يوليو الماضي.

وقالت؛ إنه "خلال الانتخابات الفرعية الأخيرة، سعى مصدر كبير في الحزب لبث الشقاق بين اليهود والمسلمين، ما يهدد المجتمعات كلها".

وأكدت أن "الإسلاموفوبيا هي حقيقية جدا في بريطانيا اليوم.. هي أمر أعرفه جيدا.. لكن لا يمكن هزيمتها بالانعزال.. الأشخاص الذين ينشرون الكراهية لا يستهدفون المسلمين فقط، بل هم يستهدفون السود واليهود"، مضيفة: "هم يستهدفون المهاجرين واللاجئين". ودعت لـ"توحيد جهودنا لكي نهزم العنصرية".

من جهته، علق الزعيم السابق لحزب العمال جيرمي كوربين على كلمة سلطانة قائلا: "رائعة وشجاعة. رسالة قوية جدا في التمكين لنا جميعنا، ممن نحارب العنصرية بجميع أشكالها".

 

 

 

 

— Kim Johnson MP (@KimJohnsonMP) September 10, 2021

 

التعليقات (2)
محمد غازى
السبت، 11-09-2021 04:13 ص
هذه هى بريطانيا ألتى قامت على العنصرية وخصوصا ما هو ضد ألإسلام. بريطانيا هى صاحبة وعد بلفور ألذى صدر فى العام 1917 ولا زال تأثيره على مسلمين كثر، قاسوا وذاقوا كل أنواع الذل على أيدى ألإنجليز واليهود. اعتبر بريطانيا العدو ألأول للإسلام والمسلمين، ومع هذا نجد ألكثير الكثير من المسلمين دولا وشعوبا تحج لبريطانيا وتستثمر فيها وتصرب الملايين على أراضيها. ألمصيبة فى المسلمين، لو أنهم ردوا ألإهانة ألبريطانية ودافعوا عن إخوانهم المسلمين ودينهم، لما تجرأت بريطانيا من التمادى فى غيها وتوجيه ألإهانة للمسلمين. حتى هذا الشاذ رئيس وزراء بريطانيا الحالى بوريس زفت يكره المسلمين، وقبله تونى بلير أسفل من حكم بريطانيا، كان عدوا للإسلام والمسلمين، وكان وراء كل مصيبة حلت بالمسلمين!!!!!
المسلم
السبت، 11-09-2021 03:09 ص
إذا أراد الشباب التفوق على على العنصرية ما عليه إلا أن يعمل بقوله عز و جل ( وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) في الأعمال الظاهرة والباطنة ،كن أفضل منهم في كل شي إن استطعت دعهم يحتاجونك .