سياسة تركية

خبير تركي لعربي21: أنقرة عازمة على إنهاء "بي كاكا" خلال 2022

الخبير التركي رأى أن العمليات العسكرية التي تقوم بها تركيا تحول دون تقسيم دولة العراق- وزارة الدفاع التركية
الخبير التركي رأى أن العمليات العسكرية التي تقوم بها تركيا تحول دون تقسيم دولة العراق- وزارة الدفاع التركية

كثفت تركيا من عملياتها العسكرية ضد منظمة العمال الكردستاني في شمال العراق وسوريا، وأعلنت تصفية مسؤولين بارزين في المنظمة الكردية المصنفة "كيانا إرهابيا".

 

العمليات التركية يقابلها رفض عراقي، ودعوات عربية للانسحاب من المناطق في شمال العراق وسوريا، في الوقت الذي تشدد فيه أنقرة على أن عملياتها تأتي للحفاظ على أمنها القومي من التهديد الإرهابي.

 

وأطلقت تركيا العديد من العمليات العسكرية ونفذت هجمات في عمق الشمال العراقي، تكثفت بداية العام الجاري، فيما تلوح بتنفيذ المزيد من العمليات ضد وحدات حماية الشعب الكردية الفرع السوري لمنظمة العمال الكردستاني.

 

وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، قال قبل أيام إن بلاده قامت بتصفية 32 ألفا و901 "إرهابي" في داخل البلاد وشمال العراق وسوريا منذ 24 تموز/ يوليو 2015، فيما بلغ عدد من تم تصفيتهم منذ بداية العام الجاري نحو ألفين و426 مسلحا.

 

والخميس الماضي، أعلنت تركيا عن تصفية أحد مؤسسي "حزب العمال الكردستاني"، بالإضافة إلى أربعة عناصر آخرين، في عملية أمنية عسكرية بمنطقة هاكورك شمال العراق، وهو "علي حيدر كايتان"، المعروف باسم "فؤاد".

 

اقرأ أيضا: تركيا تعلن مقتل أحد مؤسسي "بي كا كا" بعملية شمال العراق
 

وحول أهمية العمليات التركية في شمال العراق وانعكاساتها على سوريا، أكد الخبير في شؤون الشرق الأوسط مته سوهتا أوغلو، أن العمليات في العراق تحجب وصول الدعم اللوجستي والعسكري إلى الفرع السوري لمنظمة العمال الكردستاني.

 

وأضاف عضو مركز الحكماء للدراسات الاستراتيجية "BİLGESAM"، في تصريحات لـ"عربي21"، أن تركيا تقوم في العمليات العسكرية بالقضاء على مسلحي حزب العمال الكردستاني المرسلين من قنديل إلى سوريا.

 

وتابع، بأنه كما في سوريا، تنشئ القوات التركية منطقة آمنة في شمال العراق بعمق "30 كلم" ساهمت في إنهاء الهجمات المنفذة في شمال العراق والداخل التركي من منظمة العمال الكردستاني، كما أن عدد المنضمين للتنظيم المسلح قل بشكل كبير ووصل إلى ما يقارب 120.

 

وأشار إلى أنه مع العمليات التي أطلقت حديثا، تهدف تركيا لإنهاء هيكل منظمة العمال الكردستاني بشكل كامل خلال عام 2022، وقد نشهد العام المقبل تصفية قادة المنظمة واعتقال عدد منهم.

 

ورأى أن العمليات العسكرية التي تقوم بها تركيا تحول دون تقسيم دولة العراق، وتدعم أيضا مكافحة بغداد للإرهاب.

 

وأضاف أن العمليات في شمال العراق ساهمت بإنهاء هجمات حزب العمال الكردستاني في الداخل التركي، كما أن الدعم الغربي للمنظمة الكردية تقلص بشكل كبير.

 

وذكر أن تركيا بعملياتها العسكرية اقتربت من قنديل، ولا يستبعد الخبير التركي بأن تشن القوات التركية عملية واسعة النطاق في معقل منظمة العمال الكردستاني في شمال العراق (قنديل).

 

اقرأ أيضا: معيقات أمام عملية تركية بسوريا.. وتحركات لـ"قسد" والنظام
 

ولفت إلى أن الهدف من العمليات في شمال العراق، إنهاء حزب العمال الكردستاني بشكل كامل في العراق كما الداخل التركي.

 

وحول الشمال السوري، رأى الخبير التركي، أن القوات التركية قد تشن عمليتين عسكريتين على الأقل بهدف إنشاء منطقة آمنة على طول حدود تركيا بعمق 30 كلم.

 

وأوضح أنه بالنظر إلى الديناميات الداخلية لسوريا، ستنحصر وحدات حماية الشعب الكردية الفرع السوري للمنظمة بمساحة ضيقة في ريف القامشلي والحسكة.

 

وأشار إلى أن الجيش الوطني السوري قد يشن هجمات على وحدات حماية الشعب الكردية لوحده، مؤكدا أن تركيا عازمة على إنهاء وحدات حماية الشعب الكردية في الشمال السوري بشكل كامل في عام 2022.

 

وبالنسبة للدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا، أشار إلى أن الولايات المتحدة تستخدم الأكراد كـ"أداة" وورقة ضد إيران وروسيا ونظام الأسد من جهة، وضد تركيا من جهة أخرى.

 

ولا تريد الولايات المتحدة خسارة مقعد لها في طاولة سوريا، لذلك تواصل دعم وحدات حماية الشعب الكردية، كما يذكر الباحث التركي الذي رأى أن واشنطن ستسحب بساطها عن الوحدات الكردية المسلحة في شمال سوريا في النهاية.

 

ورأى أن الولايات المتحدة ستترك وحدات حماية الشعب الكردية، وفي حال شنت تركيا عملية عسكرية ضدهم فلن تقف عائقا أمام ذلك.

 

وأضاف أن وجهة نظر أنقرة هي أنه طالما هناك تواجد لوحدات حماية الشعب الكردية، فلن يتم التوصل إلى حل للمشكلة السورية.

 

وكانت تركيا قد نفذت عملية "نبع السلام" في 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2019 بمشاركة الجيش الوطني السوري شرق الفرات ضد منظمة العمال الكردستاني، بهدف إنشاء منطقة آمنة، لكنها علقت عملياتها في 17 من الشهر ذاته بعد التوصل إلى اتفاقين مع واشنطن وموسكو يقضيان بانسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة.

 

وتتهم تركيا كلا من روسيا والولايات المتحدة بعدم الإيفاء بتعهداتهما بالتزامن مع عودة الهجمات التي تشنها وحدات حماية الشعب الكردية في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات التركية في الشمال السوري. 

التعليقات (0)