اقتصاد دولي

خطوط جوية أمريكية تراهن على طائرات جديدة أسرع من الصوت

مقدمة "أوفيرتر" تشبه طائرة الكونكورد التي خرجت من الخدمة في عام 2003- موقع بوم
مقدمة "أوفيرتر" تشبه طائرة الكونكورد التي خرجت من الخدمة في عام 2003- موقع بوم

أعلنت شركة الخطوط الجوية الأمريكية (أميركان إيرلاينز)، خوضها رهانًا لعودة رحلات تجارية عبر الطائرات الأسرع من الصوت، على غرار تجربة طائرة كونكورد، وفقا لما ذكرته شبكة "سي إن إن".

وأكدت الشركة الثلاثاء، الصفقة عبر دفع وديعة مقابل ما يصل إلى 20 طائرة أسرع من الصوت مع خيار شراء ما يصل إلى 20 طائرة أخرى، لكنها رفضت مشاركة الشروط المالية للصفقة.

وبحسب "سي إن إن"، فإن رهان "أميركان إيرلاينز" يتوقف على قدرة شركة "بوم سوبرسونيك" التي ستقوم بتصنيع الطائرات، على الوفاء بوعودها.

 

وتعمل "بوم سوبرسونيك" على تطوير طائرة نفاثة تسمى "أوفيرتر- Overture"، يمكنها حمل 65 إلى 80 راكبًا بمعدل ضعف سرعة الصوت تقريبًا، بحسب الشركة المصنعة.


لكن الطائرة لا تزال في المراحل الأولى من التطوير، بحسب ما نقلته الشبكة الأمريكية عن الشركة المصنعة. 

 

وكشفت "بوم" عن نسخة "محسنة" من الطائرة، حيث قالت إنها أكملت بعض اختبارات نفق الرياح، لكنها لم تقم بعد برحلة تجريبية، ومن المتوقع أن تنطلق أولى مركبات الإنتاج من الخط بحلول عام 2025، وفقا لبيان صحفي.


ومقدمة "أوفيرتر" تشبه طائرة الكونكورد، الطائرة فائقة السرعة والمكلفة للغاية، التي خرجت من الخدمة في عام 2003، بسبب التكاليف وعقبات اقتصادية.

 

وكانت الطائرة التي تستهلك الكثير من الوقود صاخبة للغاية بحيث لا يمكنها الطيران فوق الأرض لأن سرعاتها العالية ستولد دويًا صوتيًا يصم الآذان، ما يجعلها تنطلق في رحلات عبر المحيط، مثل طريقها الشهير من لندن إلى مدينة نيويورك.

 

اقرأ أيضا:  أمريكا تهيمن على "تصنيف شنغهاي" لأفضل جامعات العالم

 

وقال الخبراء إن طائرات مثل كونكورد من الصعب أن تحقق عائدًا، معتبرين أن هذه الطائرات ستحتاج إلى العثور على عدد كافٍ من العملاء الراغبين في تجاوز السعر المتميز، وفقا لـ"سي إن إن".

 

وهذا لم يمنع "بوم" والخطوط الأمريكية وخطوط يونايتد - التي أعلنت عن خطط لشراء ما يصل إلى 15 طائرة من طائرات "بوم" العام الماضي - من ضخ استثمارات مالية لخطط إحياء السفر الجوي الأسرع من الصوت.


وقالت شركة "بوم" إن طائراتها يمكن أن تدخل الخدمة بحلول عام 2029، وعلى الرغم من أنها لن تكون قادرة على الوصول إلى سرعات قصوى فوق الأرض، فإنها لا تزال قادرة على السفر بنسبة 20% أسرع من الطائرات التجارية الحالية.


وتوقعت أن "السفر من ميامي إلى لندن سيكون في أقل من خمس ساعات ومن لوس أنجلوس إلى هونولولو في ثلاث ساعات من بين الاحتمالات العديدة".

 

وبعد الفشل الاقتصادي للكونكورد، ركزت كل من شركات الطيران وصانعي الطائرات بشكل عام على زيادة الكفاءة وليس السرعة.


وعلى سبيل المثال، فقد تخلت شركة بوينغ عن خططها لطائرة شبه أسرع من الصوت، سونيك كروزر، في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وحولت تركيزها إلى تطوير طائرة جامبو خفيفة الوزن وفعالة في استهلاك الوقود، دريم لاينر 787 (بالطبع، لطائرة 787 مشكلاتها الخاصة).


ومع ذلك، فقد أبدت حكومة الولايات المتحدة اهتمامًا بإحياء الطائرات الأسرع من الصوت، حيث ذكرت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) على موقعها الإلكتروني أنها تعمل حاليًا على وضع قواعد جديدة للطريق لمثل هذه الطائرات، بما في ذلك مستويات الضوضاء المسموح بها فوق الأرض.

 

وخصصت وكالة ناسا الأموال في تطوير طائرة نفاثة أسرع من الصوت "هادئة"، تسمى X-59، على أمل نقل هذه التكنولوجيا إلى القطاع التجاري.

التعليقات (0)