اقتصاد دولي

أحد أكبر بنوك العالم يواجه الإفلاس ومخاوف من كارثة اقتصادية

خسر سهم "كريدي سويس" نحو 56 بالمئة منذ مطلع العام الجاري- جيتي
خسر سهم "كريدي سويس" نحو 56 بالمئة منذ مطلع العام الجاري- جيتي

يواجه بنك "كريدي سويس"، أحد أكبر بنوك العالم، وهو ثاني أكبر بنك في سويسرا، مخاطر الإفلاس، وسط مخاوف من أن يؤدي سقوطه إلى تأثير الدومينو في القطاع المصرفي الأوروبي وحول العالم.

  

وهبط سهم البنك السويسري، الذي يعتبره البعض العمود الفقري للعالم، إلى أدنى مستوى له على الإطلاق خلال تداولات الاثنين بالبورصة السويسرية، بعد أن تراجع سعر السهم 9.05 بالمئة إلى 3.62 فرنكات سويسرية. وخسر سهم "كريدي سويس" نحو 56 بالمئة منذ مطلع العام الجاري.

 

وارتفعت تكلفة التأمين على الديون ضد التعثر (CDS) بنحو 15 في المئة الأسبوع الماضي، لتصل إلى أدنى مستوى منذ العام 2009، ما يعيد إلى الذاكرة انهيار بنك "ليمان براذرز" خلال الأزمة المالية العالمية.

 

ويجري المسؤولون التنفيذيون ببنك "كريدي سويس" محادثات مع كبار المستثمرين لطمأنتهم، مع تزايد المخاوف بشأن تداعيات ذلك على القطاع المصرفي في سويسرا، وفقا لصحيفة "فاينانشال تايمز".

 

وقالت الصحيفة، إن أحدث خطة لمجلس الإدارة تتمثل في تقسيم البنك الاستثماري إلى ثلاثة، وإعادة إحياء "بنك سيئ" للأصول عالية المخاطر ووحدات الأعمال المخصصة للتخلص منها.

 

وحاول الرئيس التنفيذي لـ"كريدي سويس" طمأنة الموظفين بأن البنك لديه قاعدة رأسمالية قوية وسيولة جيدة، مؤكدا تحديث المعلومات بشكل منتظم لحين صدور الاستراتيجية الجديدة في 27 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

ونقلت "رويترز" عن مصادر مطلعة، أن البنك يعتزم إجراء محادثات مع مستثمرين لزيادة رأس المال، وسط احتمالية تخارج البنك من السوق الأمريكي، في حين أن الخطة الاستراتيجية الجديدة قد تتضمن بيع أصول.

 

وقال مسؤول تنفيذي كبير في البنك يشارك في مكالمات مع المستثمرين: "سنقوم ببيع الأصول وتصفية الاستثمارات فقط، حتى نتمكن من تمويل هذا المحور القوي للغاية، الذي نعتزم تحقيقه نحو عمل مستقر".

 

وتشير تقديرات دويتشيه بنك إلى حاجة كريدي سويس لجمع 4 مليارات دولار حتى بعد بيع بعض الأصول لتمويل إعادة الهيكلة، في وقت تتزايد المخاوف من تكرار أزمة "دويتشه بنك" قبل 6 سنوات.

 

وقال كومال سري كومار، رئيس سري كومار للاستراتيجيات العالمية، في مداخلة تلفزيونية لقناة "CNBC"، الاثنين: "أعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي سيتعين عليه مواجهة عواقب حدث ائتماني"، مستطردا: "إذا كان سيحدث.. شيء ما سوف ينكسر".


وأضاف: "قد تكون هذه لحظة بنك ليمان أو لا"، في إشارة إلى انهيار بنك ليمان براذرز الأمريكي في عام 2008.

 

وفي أيلول/ سبتمبر 2008، أعلن أشهر مصرف "ليمان براذرز" في الولايات المتحدة إفلاسه بشكل مفاجئ، تاركا أصولا بقيمة 691 مليار دولار، و25 ألف موظف في مهب الريح. وكان الإفلاس الأكبر في التاريخ الأمريكي، وأدخل العالم في أسوأ أزمة اقتصادية منذ ثلاثينات القرن الماضي.

 

وقال الخبير الاقتصادي ألكسندر نازاروف، في منشور عبر قناته على تطبيق "تلغرام": "احتفظ فرع البنك السويسري في بورصة وول ستريت بـ25.5 مليون دولار فقط من أموال العملاء المنفصلة المطلوبة لتغطية مقايضاتهم المقاصة في نهاية تموز/ يوليو 2022، بانخفاض من 2.1 مليار دولار في نهاية حزيران/ يونيو، و8.9 مليار دولار في العام السابق".

وأضاف: "يبدو أن بنكا استثماريا أوروبيا ضخما سيفلس قريبا"، لافتا إلى أن سعر مقايضات التخلف عن سداد الائتمان (CDS) لبنك كريدي سويس ارتفع بشكل كبير.

وتابع: "ذلك البنك يعدّ العمود الفقري للعالم، كما أنه يصنف ضمن مجموعة بنوك نظام الاحتياطي الفيدرالي".

 

وأكد نازاروف، أن سقوط بنك كريدي سويس السويسري "سيؤدي إلى تأثير الدومينو في القطاع المصرفي الأوروبي وحول العالم".

 

 

التعليقات (3)
حمدان
الثلاثاء، 04-10-2022 10:27 ص
خبر جميل
أبو فهمي
الثلاثاء، 04-10-2022 06:04 ص
وأخيرا أعيد التذكير بافلاس بنك "" ليمان بروذرز "" الأمريكي وما فعله في العالم وما فعلوه للتغطية على الافلاس العالمي لا يعرفه الا قلة قليلة من الناس وكانوا يحقنون الأسواق بالمورفين منذ حينه ويظهر أن مخزون المورفين انتهى وبدأ العد العكسي للنظام المصرفي العالمي وللنظام المالي العالمي وهذا حتما سيكون شرارة الحرب العالمية الثالثة كما جرى قبل الحرب العالمية الأولى مع التذكير بأن ما يجري اليوم هو اسوأ بكثير مما جرى سابقا!!!.
اسامة
الثلاثاء، 04-10-2022 05:58 ص
البنوك في جميع انحاء العالم تعتبر افضل قاعدة مالية لانها تستحوذ على جميع السيولة حتى موازنات الدول والشركات العملاقة بالاضافة الى اموال المودعين .. وقد قال لي احد المصرفيين ان البنوك تسلب بعض الاموال من كشوفات وسجلات المودعين لتغطي تكاليف ومصروفاتها من جيوبهم .. وعلى سبيل المثال فان الفراطة او الفكة التي تنتهي بها حسابات المودع لا يعيرها اي اهتمام ..فتسحب البنوك من ملايين العملاء ما يحلوا لها من هذه الفكة .. وهكذا بالنسبة لهذا البنك اكيد الفساد وسوء الإدارة هما السبب لتعرضه ضائقات مالية ..

خبر عاجل