صحافة إسرائيلية

الاحتلال يكشف وثائق جديدة بخصوص أشرف مروان وحرب 73

تلتزم مصر الصمت عادة ونادرا ما تعلق على قضية أشرف مروان - جيتي
تلتزم مصر الصمت عادة ونادرا ما تعلق على قضية أشرف مروان - جيتي

مع قرب إحياء الإسرائيليين والعرب للذكرى السنوية التاسعة والأربعين لحرب أكتوبر 1973، كشف أرشيف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن وثائق أمنية وعسكرية خاصة تكشف جانبا من المداولات التي سبقت اندلاع الحرب، والدور الخطير الذي لعبه أشرف مروان، الذي عمل لصالح جهاز الموساد، في تسريب أسرار عسكرية لمشغليه عن قرب شنّ مصر وسوريا حربا على إسرائيل.


الخبير الأمني يوسي ميلمان كشف ما قال إنه "البروتوكول الكامل للاجتماع الذي جمع أشرف مروان حامل لقب "الملاك" ومشغله "دوبي" مع رئيس الموساد تسفي زامير ليلة 5-6 أكتوبر 1973، وما تضمنه من تحذير كامل بشأن استعداد الجيشين المصري والسوري لشن هجوم على إسرائيل مساء السادس من أكتوبر 1973".


وأضاف في تغريدات نشرها على حسابه في تويتر، وترجمتها "عربي21" أن "جميع الأدلة التي قدمها مروان دلّت على أن الحرب على وشك الاندلاع بالفعل، وورد فيها أن موعدها قرره الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وبدا أن المنظومة العسكرية بالكامل للقوات المسلحة تشير بأن الحرب على وشك أن تندلع، ويظهر اسم أشرف مروان صراحة في هذه البرقيات".


ران أدليست الكاتب في صحيفة معاريف، كشف بعضا من الوثائق السرية التي قرر جيش الاحتلال رفع الرقابة عنها، وجاء فيها أنه "في أبريل 1973 حذر جاسوس الموساد أشرف مروان من حرب كانت على وشك الاندلاع في ذلك الشهر، لكن إيلي زعيرا رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية- أمان، تجاهل تحذيراته".


وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "في منتصف ليلة الخميس 4 أكتوبر، وجه أشرف مروان تحذيرًا حاسمًا بشأن الحرب، حيث طار رئيس الموساد تسفي زامير إلى لندن على الفور عشية يوم الغفران للتحدث شخصياً مع "كبير الجواسيس"، وفي اجتماعهم في لندن، سعى زامير لفهم جوهر التحذير، فأبلغه مروان أن "هذه هي الحرب"، سأله زامير متى، فأجاب مروان: "وقت غروب الشمس، آخر ضوء، غدًا".

 

اقرأ أيضا: مصر تعلق رسميا على جدل عمالة أشرف مروان لإسرائيل

ليست المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن الدور الخطير الذي لعبه أشرف مروان في تحذير الاحتلال الإسرائيلي من حرب وشيكة، وهو المقرب من الرئيس المصري آنذاك أنور السادات، وصهر الرئيس السابق جمال عبد الناصر، ويلقب بـ"الملاك"، وقد تضمن تحذيره تقديمه اقتراحا لكيفية منع الحرب بالكامل، ويبدو الكشف عن هذه الوثائق أمرا غريبا ونادر الحدوث نسبيا، لأن وثائق وكالة التجسس تظل عادة سرية حتى بعد عقود عديدة من كتابتها.


في الوقت ذاته، تُظهر النصوص المكشوف عنها جنرالات الجيش الإسرائيلي الذين أشاروا إلى أن المصريين والسوريين، الذين يحركون القوات قرب الحدود، كانوا قادرين على الهجوم في وقت قصير جدا، ورغم ذلك، أصرّ رئيس الاستخبارات العسكرية آنذاك، إيلي زعيرا، أن فرصهما في شن هجوم منسق أقل من منخفضة، ولذلك فقد تلقى نصيب الأسد من اللوم لأن الجيش فوجئ في الهجوم، مع العلم أن مروان اتصل في الستينيات بالموساد، وقدم خدماته كمساعد، الذي منحه الاسم الرمزي "الملاك".

 

 

 


مع العلم أنه في تمام الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر الأربعاء 27 يونيو 2007، سقط مروان من شرفة منزله في حي راق بالعاصمة البريطانية لندن ليفارق الحياة عن 63 عاما.


مقابل الرواية الإسرائيلية عن أشرف مروان، تظهر الرواية المصرية التي تجلت في تشييع جنازته الرسمية بالقاهرة في يوليو 2007، بحضور رسمي من كبار رجال الدولة، تقدمهم جمال نجل الرئيس الراحل حسني مبارك، وشيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي.


مع العلم أن الرئيس مبارك ذاته وصفه بأنه كان وطنيا مخلصا، وقام بالعديد من الأعمال الوطنية التي لم يحن الوقت للكشف عنها، وذكرت وسائل إعلام مصرية أنه لعب دورا بمساعدة السادات في الحصول على السلاح استعدادا لحرب 1973 ضد إسرائيل، واتهمت أسرته جهاز الموساد بقتله لدوره في خداع إسرائيل خلال الحرب، وتقديم معلومات مضللة لهم.


مصطفى الفقي، سكرتير المعلومات زمن الرئيس مبارك، يروي أن السادات كان يكلف مروان بمهام معينة عند الإسرائيليين، وربما استعمله طعما، أو أخبرهم بموعد "حرب أكتوبر" دون التوقيت المحدد، أما رئيس المخابرات ووزير الحربية الأسبق أمين هويدي، فقال إن كل الاحتمالات قائمة، ولا يمكن نفي أو تأكيد أن مروان كان جاسوسا.


أما الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، فأكد أن كرامة مصر وسمعة أشرف نفسه تتطلبان تحقيقا رسميا في الموضوع، بواسطة هيئة رفيعة المستوى، تضم عناصر قضائية، وبرلمانية، وتمثل فيها المخابرات العسكرية والعامة، دون ذلك لن تستقيم الأمور.

وفي تعليق مصري رسمي نادر، إذا عادة ما يتلزم المصريون الصمت على ما تنشره إسرائيل حول عمالة مروان، أكدت الهيئة العامة للاستعلامات (حكومية)، أن مروان هو آخر شهداء حرب أكتوبر 1973، في نفي للادعاءات الإسرائيلية بأن صهر عبد الناصر أدلى بمعلومات خطيرة لصالح إسرائيل.

وقالت الهيئة معلقة في ذلك الوقت ردا على تغريدات لرئيس وزراء الاحتلال وقتها، بنيامين نتنياهو: "كعادته.. غرّد نتنياهو على حسابه بتويتر بمناسبة (عيد الغفران) وذكرى مرور 40 عاما على اتفاقية كامب ديفيد، معترفا بفشل الاستخبارات الإسرائيلية في توقع قيام المصريين بحرب أكتوبر، كما اعترف بتكبد إسرائيل خسائر فادحة نتيجة الحرب".

وتابعت: "هذه التغريدات تكشف بما لا يدع مجالا للشك الادعاءات المشككة في وطنية بعض الرموز الوطنية المصرية أبرزهم الراحل أشرف مروان، والذي نعتبره آخر شهداء حرب أكتوبر الذي حاول الموساد الإسرائيلي التشكيك في ولائه لوطنه من خلال فيلم الملاك، الذى يعرض، الآن، كما أنها اعتراف ضمني بقوة ونجاح خطة الخداع الاستراتيجي بقيادة الشهيد أنور السادات".

 

التعليقات (3)
أبو فهمي
الأربعاء، 05-10-2022 04:46 ص
موضوع العمالة شائك لأن الجميع """" عملاء """" دون استثناء والا ماكانوا """ جلسوا """ على كراسيهم!!!!!!!!!!!!!!!!!. ولكن المعروف أن الذي خطط لحرب 1973 هو هنري كيسينجر بأمر من """ البيلدربيرغ """ لرفع أسعار البترول واعلان """ البترو دولار """ لاحقا!.
عميل مزدوج
الثلاثاء، 04-10-2022 07:19 م
أشرف مروان - صهر الرئيس المصرى الأسبق / جمال عبد الناصر - كان عميلا مزدوجا لكلا من الاستخبارات المصرية و الموساد (الإسرائيلى) ! و قد استخدمه الرئيس المصرى الأسبق / أنور السادات كقناة إتصال غير مباشر مع (إسرائيل) ليسرب من خلاله ما يريد أن يعرفه قادة (إسرائيل) عن نواياه بشأن شن الحرب عليهم ! و قد كان امتلاك (إسرائيل) لسلاح الردع النووى قبل اندلاع حرب أكتوبر / تشرين أول عام 1973 م هاجسا يؤرق ذهن السادات ، و لعب ذلك دورا حاسما فى إتخاذه قرار الحرب ضد (إسرائيل) ! فقد كان يشفق من رد فعل العدو الصهيونى إذا ما دفعت تطورات الحرب قادته إلى موقف يائس نتيجة لانتصارات الجيوش العربية على الجبهتين ، فيضطرهم ذلك للجوء إلى الخيار النووى لحسم الحرب لصالحهم قبل قضاء العرب على دولة (إسرائيل) ! فمرر السادات عبر مروان رسالة مفادها أن تلك الحرب التى عرفوا موعدها ستكون عملية عسكرية محدودة لاسترداد الأراضى المحتلة بعد حرب يونيو / حزيران عام 1967 م ، و لا تمثل تهديدا وجوديا لدولة (إسرائيل) ! و هو ما كان !
تاجر السلاح
الثلاثاء، 04-10-2022 01:46 م
أشرف مروان استفاد من قربه من دوائر صنع القرار السياسى فى القاهرة ، و علاقاته السرية مع الأجهزة الاستخبارية العربية و الصهيونية و الغربية فى الدخول إلى عالم تجارة السلاح ! فقد ضلع فى الكثير من صفقات السلاح فى الشرق الأوسط منذ سبعينيات القرن الماضى ، كالصراع العربى - الإسرائيلى ، و الحرب الأهلية اللبنانية ، و الحرب العراقية - الإيرانية ، و الحرب الليبية - التشادية ، و صفقات التسلح لدول الخليج بعد حرب الخليج عام 1991 م ، و إمتد نشاطه إلى صراعات مسلحة فى أفريقيا و مناطق أخرى من العالم الثالث ! و كان يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مركزا لنشاطه تحت إشراف أجهزة الاستخبارات العالمية ! لكن ما عجل بالقضاء عليه صيف عام 2007 م هو تطورات وقعت فى بقعة بعيدة جدا عن لندن ! فقد أدى احتدام الصراع السياسى بين فتح و حماس داخل قطاع غزة عام 2007 م إلى تطور الصراع بين الجانبين إلى نزاع مسلح ، حسمته حماس لصالحها فى يونيو / حزيران عام 2007 م ، و طردت سلطة فتح من القطاع منذ ذلك الحين فيما أُطلق عليه (الحسم العسكرى) ! لكن ما وقع فى تلك الأثناء كان كارثة هائلة حلت بالاستخبارات المصرية ، حيث استولت حماس على مقار أجهزة الاستخبارات التابعة لفتح فى غزة ، و وقع تحت يد حماس كنزا استخباريا من الوثائق و التسجيلات التى كشفت علاقة السلطة الفلسطينية بتجارة السلاح و أجهزة الاستخبارات التى تديرها ، و لم تنجح استخبارات فتح فى إتلاف تلك الأدلة قبل انسحابها المباغت من القطاع ! و هو أمر أثار ثائرة الاستخبارات المصرية التى كان يرأسها حينها الهالك (عمر سليمان) ، و من وراءه المخلوع (حسنى مبارك) صاحب النصيب الأكبر من الصفقات ! فجرى الإعلان بعد بضعة أيام من الحسم العسكرى عن انتحار (شريف الفيلالى) - المدان بالسجن ل 15 عاما فى قضية شهيرة للإتجار بالسلاح - شنقا داخل زنزانته بأمر المخلوع لأن الفيلالى صار يعرف أكثر مما ينبغى ، و يملك أطراف خيوط تقود إلى تفاصيل و شخصيات على علاقة بتجارة السلاح لا يريد النظام فى القاهرة أن يتعرف عليها أحد ! ثم تبع ذلك تصفية الاستخبارات المصرية لأشرف مروان عبر إلقائه من شرفة شقته الواقعة بنفس البناية السكنية التى قامت فيها بتصفية كل من (الليثى ناصف) و (سعاد حسنى) بنفس الأسلوب من قبل ! و كان ذلك يجرى بالتواطؤ مع السلطات البريطانية بطبيعة الحال ! شاهدوا على اليوتيوب مقطع فيديو بعنوان : ( نهايات غامضة- كيف انتهت حياة أشرف مروان في لندن؟ ) .