صحافة دولية

أوبزيرفر: إمبراطورية الإرهاب وامتداد تأثير "الخلافة"

أوبزيرفر: إن ذبح 21 قبطيا يشير إلى أن التنظيم يوسع تأثيره إلى ما هو أبعد من سوريا والعراق - أرشيفية
أوبزيرفر: إن ذبح 21 قبطيا يشير إلى أن التنظيم يوسع تأثيره إلى ما هو أبعد من سوريا والعراق - أرشيفية
نشرت صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية، تقريرا أعدته إيما غراهام هاريسون، تتحدث فيه عن توسع تأثير تنظيم الدولة.

وتقول الكاتبة إن ذبح 21 قبطيا الأسبوع الماضي يشير إلى أن التنظيم يوسع تأثيره إلى ما هو أبعد من سوريا والعراق، وقد جاء هذا الحادث بعد سلسلة من المبايعات لزعيم التنظيم أبي بكر البغدادي، من أفغانستان واليمن. ويقول مدير الاستخبارات العسكرية، الجنرال فينسنت ستيوارت، في جلسة أمام الكونغرس: "إن تنظيم الدولة وفروعه في الجزائر ومصر وليبيا بدأ يترك له بصمات دولية". 

وتضيف هاريسون أن ذبح سائح في الجزائر، والفيديو المعد بدقة، الذي يصور هجمات على قاعدة للجيش المصري، وقتل حتى الجندي الذي نجا من الهجوم، وتنفيذ هجوم على أجمل فنادق طرابلس، كلها هجمات نفذها مقاتلون موالون للتنظيم، الذي يحدد اسمه بالجغرافيا التي يعمل فيها: "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام".

ويشير التقرير إلى أن الفروع الموالية له تتبنى طريقته المتقنة في إنتاج الأفلام وتتقمص أساليبه الدموية، بل إنها تقوم بتكبير هامش العنف. ويهدف التنظيم إلى جر أعداء جدد له إلى الحرب، فذبح المصريين قاد الحكومة المصرية إلى تنفيذ غارات جوية انتقامية على مواقع في ليبيا.

وتجد الصحيفة أن التوسع الذي يشهده تنظيم الدولة يُذكّر بالتوسع الذي مرّ به تنظيم القاعدة، وجاء في وقت تراجعت فيه قيادة التنظيم، واختفت عن الأنظار. 

وتستدرك الكاتبة بأن تنظيم القاعدة أكد حضوره من خلال فروع موالية له في اليمن والجزائر ومناطق أخرى. وعلى خلاف تنظيم الدولة، فقد توسع تنظيم القاعدة بطريقة بطيئة ومدروسة، حيث قام بدراسة وتدقيق ملفات حلفائه، ممن كان يريد منحهم ماركته وأيديولوجيته. 

ويوضح التقرير أن الأمر مختلف بالنسبة لتنظيم الدولة، فقد رحب بمن يريدون التعاون معه تحت مظلة واسعة، ومن بين هؤلاء مقاتلون أفغان من حركة طالبان ممن يختلفون مع تنظيم الدولة في الكثير من الملامح الفكرية، كما يقول المراقبون.

وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرينست، قوله: "من المهم أن نفرق بين توسع تنظيم الدولة وحقيقة وجود أفراد يحاولون جذب الانتباه لأنفسهم من خلال زعم الارتباط به". وأشار إلى أن "هذين أمران مختلفان، وأعتقد بأن أفضل مثال أمامنا ما شاهدناه في أفغانستان".

وترى الكاتبة أن ثروة التنظيم والقوة التي يمثلها، جاءت من خلال سيطرته على مناطق واسعة من الأراضي، وتحوله من تنظيم مغمور إلى جماعة مركزية، تكون ملاذا مناسبا لمن يبحث عن رعاية وتمويل. 

وتوضح هاريسون أن لدى التنظيم القدرة على تقديم الدعم، سواء أكان تمويلا ماليا أم سلاحا أم خبرات عملية في مجال الدعاية والإنتاج الإعلامي. وقد أصبح مركز جذب للمقاتلين الأجانب، أكثر من غيره من التنظيمات الجهادية. 

وتذكر الصحيفة أنه في ليلة وضحاها أصبح لتنظيم الدولة حضور في مصر، بعد مبايعة جماعة أنصار بيت المقدس لأبي بكر البغدادي. ولهذا التنظيم سنوات من القتال ضد القوات المصرية، وربما يملك 12 مليون قطعة سلاح مخبأة في الصحراء الواسعة، بحسب مسؤول أمني.

ويبين التقرير أن تنظيم الدولة في ليبيا سيطر على ثلاث مدن؛ فجذوره غير واضحة، وقد انضم بعض المقاتلين من الجماعات المحلية المسلحة إليه، خاصة في مدينة بنغازي،  فيما شكل المقاتلون العائدون من سوريا جزءا من التنظيم الذي توسع بسرعة في بلد يعاني من حرب أهلية.

وتفيد الصحيفة بأن الدول القريبة من أراضي تنظيم الدولة تعيش مخاوف من قيامه باختراق أراضيها، كما في لبنان، الذي حذر المسؤول الأمني فيه بداية هذا الشهر، من محاولات التنظيم السيطرة على المدن اللبنانية القريبة من الحدود مع سوريا واستخدامها نقطة انطلاق لعملياته. 

وينقل التقرير عن مدير المخابرات اللبنانية العامة، عباس إبراهيم، قوله: "لا يريد تنظيم الدولة السيطرة على القلمون، ولكنه يريد تأمين ظهر مقاتليه في المنطقة". وأضاف أن "القوات اللبنانية والقوى الأمنية في حالة تأهب".

وتفيد هاريسون بأنه بعيدا عن المناطق القريبة من أراضي تنظيم الدولة، فإن هناك تقارير تتحدث عن جاذبية نموذجه، ففي كانون الأول/ يناير من هذا العام تحدثت تقارير عن مبايعة قيادات في حركة طالبان لتنظيم الدولة، الذي أعلن عن قيام ولاية خراسان الواقعة بين باكستان وأفغانستان.

وتستدرك الكاتبة بأن بعض المحللين عبروا عن شكوكهم في نوايا قيادات طالبان، حيث إنهم رأوا في مبايعتهم للبغدادي تعبيرا عن خلافات داخلية. فقد تجنبت طالبان القتل الطائفي الذي يميز تنظيم الدولة وممارساته في كل من سوريا والعراق، وعبر بعضهم عن تردده برفع علم التنظيم.

وتختم "أوبزيرفر" تقريرها بالإشارة إلى قول الباحث في"أناليست نيت وورك" برهان عثمان: "عمليا لم تشارك جماعات تنظيم الدولة في منطقتي هلمند وفرح بأعمال ذات طبيعة وحشية وطائفية، مثل ما يقوم به التنظيم الرئيس". وتذكر الصحيفة أن هناك قياديا أفغانيا من الذين عبروا عن ولائهم للتنظيم، كان معتقلا سابقا في غوانتنامو، ولكنه قتل بغارة أمريكية الشهر الماضي.
التعليقات (0)

خبر عاجل