سياسة دولية

مقتل عشرات الجنود وإسقاط طائرة بمعارك بين أذربيجان وأرمينيا

جندي من الجيش الأذري- أرشيفية
جندي من الجيش الأذري- أرشيفية
قالت جمهورية أذربيجان إن 12 جنديا من عناصر جيشها قتلوا، وتم إسقاط إحدى مروحياتها على أيدي القوات الأرمينية، بينما نجحت قواتها في استعادة عدد من التلال الاستراتيجية كانت قد فقدتها في معارك غير معهودة في حدتها في إقليم ناغورني قره باغ الانفصالي المتنازع عليه بين البلدين.

وأعلنت وزارة الدفاع في أذربيجان في بيان لها السبت "مقتل 12 جنديا في معارك وأسقطت مروحية بأيدي القوات الأرمينية".

وأضاف البيان أن الجيش الأذري استعاد السيطرة على "مرتفع لالا تبه الاستراتيجي بالقرب من بلدة تاليش وعلى بلدة سيسولان" في ناغورني قره باغ.

وتابع أن "أكثر من 100 جندي أرميني قتلوا بينما دمرت ست دبابات و15 قطعة مدفعية"، متوعدا أرمينيا "بضربات ساحقة".

واندلعت ليل الجمعة السبت، اشتباكات بين الطرفين، وما زالت مستمرة بين القوات الأذرية والأرمينية على طول حدود إقليم ناغورني قره باغ.

وقالت أرمينيا إن "أذربيجان شنت مساء الجمعة هجوما عنيفا على حدود ناغورني قره باغ بالدبابات والمدفعية والمروحيات"، موضحة أن القوات الانفصالية في الإقليم المدعومة من يريفان أسقطت مروحية وكبدت العدو "خسائر جسيمة".

لكن أذربيجان نفت فورا هذه الرواية، مؤكدة أنه لم يتم إسقاط أي مروحية وأن قواتها لم تقم سوى بالتصدي لهجوم من الجانب الأرميني "بالمدفعية من العيار الثقيل وقاذفات القنابل".

وفي موسكو، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى "وقف فوري لإطلاق النار". وقال ديمتري بيسكوف الناطق باسم بوتين لوكالات الأنباء الروسية، إن الرئيس "دعا الجانبين إلى وقف فوري لإطلاق النار وضبط النفس، تجنبا لسقوط مزيد من الضحايا".

تجدر الإشارة إلى أن أرمينيا تحتل إقليم "قره باغ" منذ عام 1992، ونشأت أزمة بين البلدين عقب انتهاء الحقبة السوفييتية، حيث سيطر انفصاليون على الإقليم الجبلي، في حرب دامية راح ضحيتها نحو 30 ألف شخص. 

ورغم استمرار التفاوض بين البلدين منذ وقف إطلاق النار عام 1994، فإن المناوشات المسلحة على الحدود بين الفينة والأخرى، والتهديدات باندلاع حرب أخرى، لا تزال مستمرة، في ظل عدم توقيع الطرفين معاهدة سلام دائم بينهما.

ويدور نزاع بين أرمينيا وأذربيجان، الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين في جنوب القوقاز، منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي حول هذه المنطقة التي تسكنها غالبية أرمنية لكنها ضمت إلى أذربيجان إبان الحقبة السوفياتية.

وشهدت المنطقة حربا أدت إلى سقوط ثلاثين ألف قتيل ونزوح مئات الآلاف بين 1988 و1994.

وأنهى وقف لإطلاق النار الحرب في 1994 لكنه لم يؤد إلى حل المشكلة، بينما تجري مناوشات متقطعة على طول الحدود.

لكن معارك الجمعة والسبت تبدو أكبر من تبادل إطلاق النار الذي يجري عادة. وكانت آخر المعارك الكبيرة في المنطقة في 1994.
التعليقات (0)