سياسة عربية

جدل في تونس بعد تعيين زوجة نجل "مورو" بمنصب دبلوماسي

ياسمين محجوب التحقت بالسلك الدبلوماسي قبل زواجها من نجل مورو بعامين- تويتر

فجّر تعيين زوجة نجل القيادي في حركة النهضة عبد الفتاح مورو، بمنصب دبلوماسي رفيع بباريس، موجة جدل حادة بين الأوساط السياسية والشعبية بتونس، وتساءل كثيرون حول الآلية التي تم عبرها تعيين زوجة مورو الابن، ومدى أهليتها لتقلد هذا المنصب.

وكانت تدوينة لعبد الملك مورو في 31 تموز/ يوليو 2018، هنأ خلالها زوجته ياسمين محجوب بتقلد منصب قنصل تونس في باريس، فجرت موجة جدل تراوحت بين التهنئة والانتقاد اللاذع لعائلة مورو، ما دفع بنجل القيادي في الحركة لحذف التدوينة.

وعبر مصدر قريب من عائلة عبد الملك مورو في تصريح لـ"عربي21" –فضل عدم الكشف عن اسمه - عن استغرابه من الهجوم اللاذع الذي تعرض له الزوج وزوجته والذي وصل حد القذف والشتم عبر شبكات التواصل الاجتماعي ما دفع بنجل مورو لحذف التدوينة.

وشدد على أن كفاءة وخبرة زوجة نجل عبد الفتاح مورو، هي المقياس الوحيد الذي أهلها لنيل هذا المنصب، باعتبارها تنتمي لوزارة الخارجية منذ نحو 6 سنوات، نافيا وجود وساطات أو تدخلات حزبية.

الخارجية توضح

وكان الملحق الإعلامي بوزارة الخارجية فيصل ضو، أصدر توضيحا حول ظروف تعيين زوجة نجل مورو في هذا المنصب الدبلوماسي، نافيا في تدوينة له وجود أي تدخلات أو محاباة نتيجة قربها من عائلة القيادي في النهضة.

وأوضح أن "المعنية بالتعيين تنتمي إلى السلك الدبلوماسي منذ سنة 2012 بعد نجاحها في مناظرة انتداب وطنية لخطة كاتب شؤون خارجية".

ولفت إلى أن "التعيين يستجيب لكافة المقاييس المهنية والموضوعية المعتمدة في تعيين موظفات وموظفي الوزارة للعمل في البعثات الدبلوماسية والقنصلية والدائمة في الخارج".

ودعا إلى "عدم إقحام المرفق الدبلوماسي في مزايدات وتجاذبات سياسية، هو في غنى عنها".

بدوره، أوضح الكاتب العام لنقابة السلك الديبلوماسي، فيصل النقازي في تصريحات إعلامية، أن "حرم مورو دخلت وزارة الخارجية سنة 2012 بعد اجتيازها مناظرة وطنية".

وشدد النقازي على كونها "دخلت إلى المعهد الديبلوماسي، وزاولت التكوين طيلة عامين ثم ختمت الشهادة في البحث بتميز، قبل أن تتزوج ابن عبد الفتاح مورو في 2014 أي بعد دخولها للخارجية".

 جدل عبر الشبكات الاجتماعية

وكان خبر تعيين زوجة نجل مورو قد أثار ردود فعل متضاربة، بين نشطاء الشبكات الاجتماعية، بين مدافع ومنتقد.

وتساءلت الناشطة السياسية نزيهة رجيبة عن مدى صحة خبر تعيين "كنة" مورو في منصب دبلوماسي وتابعت في تدوينة لها: "لست أصدق".

 



فيما وصف الناشط محمد علي عمدوني التعيين بـ"منطق الغنيمة".

 

 


مقابل ذلك، دافعت عديد الوجوه السياسية والدبلوماسية عن زوجة نجل عبد الفتاح مورو، حيث استنكر الدبلوماسي وشقيق الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، هشام المرزوقي في تدوينة مطولة الهجمة التي طالت المعنية بالأمر.

وقال: "تتعرض الدبلوماسية ياسمين محجوب إلى حملة تشويه منحطة لا لشيء إلا لأنها حرم مورو الابن".

وأضاف: "أجزم التالي، لو كان لقب شريك حياتها زيد أو عمر، لما سمع باسمها أحد باستثناء عائلتها، معارفها، والمنتسبين للسلك الدبلوماسي، ولما تعرضت الى هكذا هرسلة ممنهجة ومنحطة، لأغراض سياسية واضحة".

ودافع الناشط السياسي في حركة النهضة محمد غراد بشراسة عن نجل مورو وزوجته، مشددا على أهلية الأخيرة في نيل المنصب بعيدا عن منطق القرابة العائلية والمحاباة.

وأضاف: "أبناء حركة النهضة ليسوا مواطنين درجة ثانية وليسوا كذلك أعلى من باقي المواطنين، توانسة كباقي التوانسة".