اقتصاد دولي

مستثمرون أتراك: نمد أيدينا لكل العرب ولا علاقة لنا بالسياسة

رئيس "موصياد": تركيا تركز على المصالح المتبادلة في علاقاتها الاقتصادية مع الدول العربية- المركز الإعلامي لـ"موصياد"

نفى رئيس جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين الأتراك "موصياد" عبد الرحمن كان، تأثر العلاقات التجارية التركية مع الدول العربية على خلفية المواقف السياسية التركية من بعض الأنظمة العربية.


وقال رئيس "موصياد"، ردا على سؤال لـ"عربي21" خلال اللقاء الأول الذي نظمته الجمعية، اليوم، مع الصحفيين والإعلاميين العرب، إن العلاقات الاقتصادية لرجال الأعمال الأتراك لا علاقة لها بالمواقف السياسية، وأضاف: "نحن لسنا ضد أحد ونمد يد التعاون للجميع".


وأكد كان، أن أحد الأهداف الرئيسية للجمعية هو خلق حلقات تواصل مع الدول العربية والإسلامية، (بصرف النظر عن الموقف السياسي من أنظمة الحكم بها) من أجل ضمان التقاء جميع التجار العرب والمسلمين، والعمل معا على إنشاء نظام تجاري واستثماري قائم على "الحلال"، وتحقيق مفهوم "سوق المدينة" الذي وضع حجر أساسه النبي محمد صلى الله عليه وسلم.


وشدد رئيس "موصياد" على الحرص العمل بنظام المرابحة والمضاربة الإسلامي، ورفض العمل بنظام أسعار الفائدة، قائلا: "لدينا خط أحمر بالنسبة لأسعار الفائدة، ونحاول إزالة جميع العقبات أمام المسلمين لجعل الحلال هو الشيء القانوني".

 

اقرأ أيضا: "المستثمرون الملائكة".. منتدى عالمي ينطلق بإسطنبول التركية

وفي إجابته عن سؤال آخر لـ"عربي21"، عن المعوقات التي تفرضها قوانين ونظم الاقتصاد العالمي التي تصطدم في كثير من الأحيان مع تنفيذ معايير الحلال، وخاصة في ما يتعلق بأسعار الفائدة في التعاملات التجارية والاستثمارية، قال كان: "الأديان السماوية الثلاثة تحرم العمل بنظام الفائدة، ونحن نريد أن نقوم بواجبنا، ولسنا مجبرين على سلك طريق يحاولون وضع المسلمين فيه لا مخرج منه"، مشبها نظام الفائدة بـ"النظام الاستعماري".


وأضاف: "نحاول تطوير التجارة البينية بين الدول الإسلامية بدون فائدة، وسنضع النظام المالي الإسلامي نصب أعيننا في كافة المجالات الاقتصادية"، لافتا إلى أن العديد من شركات رجال أعمال "موصياد" تطبق المعايير الإسلامية في كافة تعاملاتهم. 


وفي كلمته خلال اللقاء قال كان، إن "موصياد" تعد أكبر منظمة مجتمع مدني في تركيا، ولها 87 نقطة داخل البلاد، و223 نقطة في 93 دولة حول العالم، وتضم 11 ألف عضو ونحو 60 ألف شركة، وتوفر فرص عمل لنحو مليون و600 ألف شخص.


وأوضح رئيس "موصياد" أن تركيا تركز على المصالح المتبادلة في علاقاتها الاقتصادية مع الدول العربية، لافتا إلى أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين عرف ارتفاعا ملحوظا خلال آخر 10 أعوام، وبلغت صادرات تركيا إلى البلدان العربية 30.8 مليار دولار خلال 2018، فيما بلغت وارداتها من هذه البلدان، 47.3 مليار دولار، خلال نفس الفترة.

 

اقرأ أيضا: انعقاد ملتقى الجالية العربية الأول بإسطنبول.. حضره يلدريم

واعتبر كان، أنه رغم هذه الجهود المبذولة فإن جذب رؤوس الأموال العربية والشرق أوسطية سواء من حيث العقارات أو الاستثمار لا يزال دون مستوى الإمكانيات المتاحة، مشيرا إلى أن حجم الاستثمارات التركية في العالم العربي، بلغ ملياري دولار خلال 16 عاما (بين 2002 و2018)، فيما بلغت قيمة الاستثمارات العربية في تركيا خلال نفس الفترة 12 مليار دولار من أصل 153.5 مليار دولار من عموم الاستثمارات الأجنبية.


وأكد أن أحد أبرز المعوقات التي تقف وراء ذلك هو أن تركيا لم تتحول بعد إلى مركز جذب مال بشكل كامل، إلى جانب أن المناطق الأوروبية والولايات المتحدة لا تزال هي محل اهتمام ومصادر جذب للمستثمرين العرب والشرق أوسطيين، فضلا عن الروابط القوية بين حكومات المنطقة مع تلك الدول.


وعن مجالات التعاون الممكنة بين تركيا والدول العربية، قال كان، إنها عديدة ومتنوعة في مختلف المجالات والصناعات، سواء في المجالين الأمني والعسكري، أم في قطاعي الصحة والتعليم، موضحا أن هناك 1574 طالبا عربيا يدرسون في الجامعات التركية، حسب معطيات الموسم الدراسي 2017- 2018.


وأعلن رئيس "موصياد" عزم الجمعية على تنظيم "قمة الأعمال التركية العربية" بتنسيق مع منتدى الأعمال الدولي، خلال نيسان/ أبريل المقبل، في إسطنبول، مؤكدا أن الجمعية تهدف عبر تنظيم القمة إلى إطلاع رجال الأعمال العرب على قواعد القانون المالي في تركيا.