صحافة إسرائيلية

"هآرتس": نتنياهو يسعى لشق وتفتيت "القائمة المشتركة"

نبهت "هآرتس" إلى أن هناك جهودا تبذل من قبل الأحزاب العربية من أجل "الحفاظ على وحدة القائمة"- جيتي

أكدت صحيفة عبرية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي المتهم بالفساد، بنيامين نتنياهو، يسعى إلى دق إسفين بين مركبات "القائمة المشتركة" تمهيدا لتفتيتها، ما سيؤدي إلى انخفاض مقاعد الأحزاب العربية في الكنيست الإسرائيلي.


وزعمت صحيفة "هآرتس" في مقال نشرته للصحفي جاكي خوري، أن "الشرخ الداخلي في "القائمة المشتركة" تفاقم هذا الأسبوع، بعد مشاركة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في جلسة لجنة مكافحة العنف في المجتمع العربي، برئاسة عضو الكنيست (العربي) منصور عباس"، الذي يتزعم حزب القائمة العربية الموحدة.


ونبهت إلى أن مشاركة نتنياهو، قوبلت بـ"نقد شديد، لأنه اعتبر من قبل العديدين في الجمهور العربي وفي الساحة السياسية كمحاولة للتقرب لعباس، ودق إسفين في القائمة المشتركة"، التي تضم 4 أحزاب عربية هي: الحركة العربية للتغيير "تاعل"، والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة "حداش"، والتجمع الوطني الديمقراطي "بلد"، والقائمة العربية الموحدة "راعم".


وأشارت إلى أن مركبات المشتركة، "تفحص هذه الأيام خيارات عمل مختلفة في محاولة لتقليل الأضرار، لمنع فقدان مقاعد في الانتخابات القادمة".


وانتقدت شخصيات رفيعة في "القائمة المشتركة" النائب عباس في حديثها مع "هآرتس"، وقال أحدهم دون ان تذكر الصحيفة اسمه: "ليس هنالك شك في أنه تسبب في ضرر كبير جراء هذا التصرف"، مضيفا أنه "ليس بالإمكان أن نقدم لنتنياهو أي ذريعة لحل القائمة، أو لإعطاء وعود فارغة مقابل حبال نجاة كهذه أو تلك، تداعيات هذا السلوك هي تداعيات مدمرة، وهذه رسالة خطيرة جدا للجمهور".

 

اقرأ أيضا: تقدير إسرائيلي: 4 مهام عاجلة لتنفيذها مع إدارة بايدن

أما النائب العربي عباس، فهو "يرفض النقد ويدعي أنه ينتهج سياسة وخطابا مختلفين ويحققان إنجازات للجمهور العربي"، بحسب الصحيفة العبرية التي نقلت عن عضو كنيست في القائمة قوله: "نحن في نقطة الحضيض على المستوى الجماهيري، وانتخابات في هذا الوقت معناها ضرر مؤكد في التمثيل، وهذا الأمر لا يريده أحد".


ولفت كبار الشخصيات في المشتركة، إلى أن "حزبا عضوا في القائمة، لا يمكنه أن يسمح لنفسه بالتنافس وحده في الانتخابات، بسبب نسبة الحسم المرتفعة"، مؤكدين أن هناك "عملية تعاون مع أحزاب جديدة".


وبحسب "هآرتس"، فقد جرت في الأسابيع الأخيرة "اتصالات ما بين "حداش" و"بلد"، مهدت الأرضية لاندماج محتمل، كما أن محادثات تجرى مع "تاعل" (برئاسة عضو الكنيست أحمد الطيبي)، وفي "راعم" يفحصون إمكانية الاندماج مع "تاعل".


وبحسب تقيم داخلي قامت به "القائمة المشتركة"، فإن "حلها والتنافس ضمن قائمتين معناه هبوط دراماتيكي في نسبة التصويت في المجتمع العربي بنسبة حوالي 45 في المئة، وهذا السيناريو سيضر بتمثيل الأحزاب الأربعة المكونة للقائمة المشتركة في الكنيست، وسيمنح موطئ قدم هام للأحزاب الصهيونية".


وتعترف "القائمة المشتركة"، بأن نسبة الحسم اللازمة لدخول الكنيست الإسرائيلي والبالغة 3.25 في المئة، هي "الاعتبار الرئيسي لمنع حلها، وأنه في الليكود هنالك من يتحدثون عن احتمالية تخفيضه، من أجل تسريع حل المشتركة".


وأكدت شخصية من حزب "بلد"، أنه "منذ توصية بنين غانتس وهربه لحضن نتنياهو، ونحن فقط نتلقى الضربات"، مؤكدا أن "الذهاب إلى الانتخابات ونحن ما زلنا مقسمين، سيكون انتحارا".


وزعم عباس أن الأحزاب المشاركة معه في "القائمة المشتركة"، "سيصوتون ضد تخفيض نسبة الحسم، إذا تم طرحه على جدول أعمال الكنيست"، وقال: "نحن سنصوت من خلال المصلحة في الحفاظ على المشتركة".


واعتبر أن "محاولة إلصاق به تهم مثل تعاون معين أو تفاهمات حول تصويت يخدم نتنياهو، هي "أقوال هراء"، وقال عباس: "صحيح، أنا لا أعطي إجابات واضحة في مسائل مختلفة، مثل القانون الفرنسي أو أمور أخرى، ولكن هذا لا يعني أنني أوافق على ذلك مسبقا"، وأضاف: "أنا أريد أن أكون جزءا من اللعبة السياسية ولست ملزما بأن أكون في جيب أحد".


ولفت عباس إلى أن طلباته من الحكومة الإسرائيلية، "تركزت على قضيتين في هذه المرحلة؛ منح تطوير للسلطات العربية، وبرنامج لمكافحة العنف والجريمة، وهذا ما أسعى إليه".  


ونبهت "هآرتس"، إلى أن هناك جهودا تبذل من قبل الأحزاب العربية من أجل "الحفاظ على وحدة القائمة التي ولدت كتطلع لمنح تمثيل مناسب للجمهور العربي"، بحسب ما أكده البروفيسور مصطفى كبها من لجنة المصالحة.