صحافة تركية

صحيفة: حراك تركي روسي بقضايا عدة استباقا لعهد بايدن

الصحيفة قالت إن تركيا لا تتوافق مع سياسة بايدن الخارجية في العديد من الملفات- الأناضول

سجلت تركيا وروسيا اتفاقا ثالثا بينهما بعد ليبيا وسوريا، في قره باغ، ويأتي ذلك بالتزامن مع الانشغال الأمريكي بنتائج انتخابات الرئاسة.

 

وقالت صحيفة "صباح التركية" في مقال للكاتب برهان الدين دوران، وترجمته "عربي21"، إن تركيا تسارع الأحداث، وتتقرب إلى روسيا استعدادا لحقبة جديدة في العلاقات مع واشنطن بعد فوز الرئيس الأمريكي جو بايدن.

 

وأضافت أن تركيا دخلت مؤخرا في مرحلة تسارع فيها التدفق في التوازنات الجيوسياسية التي أقامتها بحملات فعالة بالسنوات الأخيرة.

 

وأشارت إلى أنه تم الاستعاضة بالصراعات بتسويات، في بعض المناطق الجغرافية، لاسيما في ليبيا، حيث اتفقت الأطراف في طرابلس وبنغازي على خارطة الطريق لتشكيل حكومة موحدة وإجراء انتخابات بعد ثمانية عشر شهرا.

 

ولفتت إلى أن حكومة السراج تعي جيدا، أنها كادت مضطرة تسلم طرابلس للزعيم الانقلابي خليفة حفتر، قبل أن تتولى أنقرة زمام الأمور.

 

وأضافت أنه مثل ليبيا، انتهى النزاع في ناغورنو قره باغ بانتصار لصالح أذربيجان، فيما حققت موسكو وأنقرة مكاسب استراتيجية في القوقاز.

 

وأوضحت أن نشر القوات الروسية بقره باغ، وإنشاء ممر يربطها بناختشيفان المحاذية يعدان إنجازين مهمين بالنسبة لباكو وأنقرة.

 

اقرأ أيضا: وفدان روسيان إلى أنقرة.. هذه مهام القوات التركية بقره باغ
 

وتابعت، أن الكرملين تمكن من فرض اتفاق وقف إطلاق النار على رئيس الوزراء الأرميني باشينيان، ومنع أذربيجان من التقدم بعد تحريرها شوشة في قره باغ، وقد تم إغلاق الملف قبل تولي الرئيس الجديد للولايات المتحدة بايدن لمنصبه.

 

ونوهت إلى أن الوضع النهائي بالنسبة للجزء الذي تسيطر عليه أرمينيا في قره باغ لا زال غير واضح، كما أن هناك احتمالية إعادة الولايات المتحدة وأوروبا فتح القضية في المستقبل ما زال قائما.

 

وأضافت أنه على الرغم من أن الميدان لا يزال بحاجة إلى متابعة بعناية، فإن بروز المصالحات في الصراعات الليبية وقره باغ يعطي أنقرة فرصة للتحضير لعهد بايدن.

 

ولفتت إلى أن بايدن الذي يعمل على تشكيل فريقه، سيركز سياسته الخارجية على الحد من النشاط الروسي من خلال الاقتراب من أوروبا، كما أن منطقة الشرق الأوسط ستتأثر بشكل كبير بهذا الهدف.

 

ورأت الصحيفة، أن إعادة إحياء التحالف عبر الأطلسي، والحد من النفوذ الروسي الذي جاء بسبب الفجوات في عهد أوباما وترامب، لا تبدو سهلة على الإطلاق.

 

وأوضحت أن موسكو اكتسبت نفوذا كبيرا في أوروبا والبحر الأسود وشرق البحر الأبيض المتوسط، والشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتكلفة أقل، ولكي تقوم واشنطن بالحد من النفوذ الروسي، فإنه يتطلب منها البحث عن المصالح المشتركة مع العديد من العواصم الأوروبية وخاصة برلين.

 

وأشارت إلى أن القوة الفعالة الأخرى في مناطق الصراع (سوريا وليبيا وناغورنو قره باغ) والتي اكتسبت فيه روسيا نفوذا، هي تركيا.

 

ولفتت إلى أن العلاقة بين أنقرة وموسكو في مناطق الصراع قائمة على التعاون والتنافس بذات الوقت، مشيرة إلى أن هناك أمرا يجب أن يدركه الذين ينتقدون التقارب التركي الروسي ويشنون حملات على "أس400" أن تركيا مهمة جدا في العلاقة الجديدة التي سيقيمها التحالف الغربي مع روسيا.

 

اقرأ أيضا: هل تتوصل موسكو وأنقرة لاتفاق بسوريا على غرار "قره باغ"؟
 

وتابعت، أن تركيا باعتبارها أبرز أعضاء الناتو، تصنع واقعا متوازنا مع روسيا في ملفات ليبيا وسوريا وقره باغ، كما أن العلاقة يمكن أن تلعب دورا بناء في منافسة التحالف الغربي الذي يسعى بايدن لاستعادته.

 

وأضافت أن تركيا لا تتوافق مع سياسة بايدن الخارجية في العديد من الملفات، ولا ينبغي نسيان أن أنقرة ممثل موجود ميدانيا وعلى طاولات الحوار في العديد من المناطق والملفات.

 

ولفتت إلى أن التصريحات القادمة من أنقرة وواشنطن إيجابية، مشيرة إلى تصريح لمستشار بايدن للسياسة الخارجية، مايكل كارينتر، والذي قال فيه إنهم لا يخططون لفرض عقوبات على تركيا من شأنها أن تسهم في انهيار اقتصادها.

 

وأضافت أن رسالة تهنئة أردوغان لبايدن وتركيزه على أهمية العلاقات الاستراتيجية، وتصريحات فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي، ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو برغبة أنقرة بالعمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، كانت مؤشرات جيدة من تركيا.