سياسة دولية

خامنئي يصعّد بملف التخصيب على وقع الانتخابات الرئاسية

في 28 شباط /فبراير الماضي، أعلن البيت الأبيض أن إيران رفضت عقد اجتماع مباشر مع واشنطن حول اتفاق النووي- موقع المرشد الرسمي

على وقع التحضير المحتدم والساخن، للانتخابات الرئاسية في إيران، تزداد وتيرة التصريحات والمواقف الصادرة عن مرشد الجمهورية، علي خامنئي، حيال الموقف من الاتفاق النووي.

 

ففي الوقت الذي تجري فيه من فوق وتحت الطاولة، ترتيبات ولقاءات وتصريحات بين طهران والغرب، تمهيدا لعودة الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة، يرفع المرشد الأعلى من سقف الموقف الإيراني، في قراءة اعتبرها مراقبون رسالة للداخل على ارتباط بملف الانتخابات الرئاسية القريبة، أكثر منها رسائل للخارج.

 

وحددت إيران إجراء الانتخابات الرئاسية في 17 حزيران/يونيو المقبل، فيما تبدأ الشهر الجاري أولى مراحل الانتخابات المرتبطة باستقالة المرشحين التي يجب أن تتم قبل ثلاثة أشهر من يوم الاقتراع، كما تتزامن انتخابات المجالس المحلية ومجلس خبراء القيادة، مع الانتخابات الرئاسية في البلاد.

 

ونشر المرشد الأعلى، الثلاثاء، تغريدة على "تويتر" تحدث فيها مجددا عن تخصيب اليورانيوم، واحتياجات بلاده له.

 

وأضاف: "بالتأكيد لن نسمح لأي شخص بإكراه أو ترهيب إيران في هذا الصدد"، وتابع قائلا: "إنهم يريدون إجبار إيران على التراجع، لكن الجمهورية الإسلامية لن تتراجع".

 

وأفاد خامنئي بأنه عندما ينتهي النفط سيصبح من الشائع استخدام الطاقة النووية التي هي أنظف وأرخص في الإنتاج، مضيفا أن عملية الإثراء لا يمكن أن تبدأ في ذلك الوقت بل إن إيران تحتاج أن تبدأ في ذلك الآن، وذكر أن الغرب المتغطرس يريد أن تعتمد إيران عليهم في اليوم الذي تحتاج فيه للطاقة النووية.

وقال المرشد الأعلى: "الغرب يأخذ براميل وبراميل من النفط الآن بسعر منخفض ومع ذلك لا يزال يطالب بالمزيد!.. إذا كانوا يملكون النفط وأردنا شراءه يبيعونه لنا في زجاجات بأسعار مرتفعة! يريدون فعل ذلك بالطاقة النووية. لا!.. التخصيب من احتياجاتنا".

 

وفي 28 شباط /فبراير الماضي، أعلن البيت الأبيض، أن إيران رفضت عقد اجتماع مباشر مع واشنطن، حول اتفاق النووي، معبرة عن أنها تشعر بخيبة الأمل جراء ذلك، وأضافت أنها لا تزال مستعدة للمشاركة من جديد في جهود دبلوماسية جادة بشأن هذه القضية.


وقالت متحدثة باسم البيت الأبيض حينها: "رغم شعورنا بخيبة أمل من رد فعل إيران، ما زلنا مستعدين للمشاركة من جديد في دبلوماسية جادة لتحقيق عودة متبادلة للامتثال بالتزامات خطة العمل الشاملة المشتركة"، في إشارة إلى اتفاق النووي.

وأضافت أن واشنطن ستتشاور مع شركائها في مجموعة خمسة زائد واحد والأعضاء الأربعة الآخرين دائمي العضوية في مجلس الأمن الدولي، الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى ألمانيا بشأن أفضل سبيل للمضي قدما.
 
وسبق أن نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الأحد، عن "دبلوماسيين كبار"، قولهم إن إيران ترفض عرض إجراء محادثات نووية أمريكية مباشرة.

وأوضحت، وفق التقرير الذي اطلعت عليه "عربي21"، أن "إيران رفضت العرض الذي قدمه الاتحاد الأوروبي، وكذلك الولايات المتحدة، لإجراء محادثات نووية مباشرة مع الأخيرة، في الأسابيع المقبلة".

 

وسبق أن صرح خامنئي بتاريخ 23 شباط/فبراير الماضي، بالقول إن طهران قد تخصب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة إذا احتاجت البلاد ذلك، مضيفا أن طهران لن ترضخ أبدا للضغوط الأمريكية بشأن أنشطتها النووية.

 

ويحدد الاتفاق النووي، الذي أبرمته إيران مع ست قوى عالمية عام 2015، والذي تنتهكه منذ انسحاب الولايات المتحدة منه في عام 2018، النقاء الانشطاري الذي يمكن لطهران تخصيب اليورانيوم عنده بنسبة 3.67 في المئة، وهي أقل من 20 في المئة التي وصلت إليها الجمهورية الإسلامية قبل إبرام الاتفاق، وأقل بكثير من نسبة 90 في المئة اللازمة لصنع سلاح نووي.
 
ونسب التلفزيون إلى خامنئي قوله: "مستوى تخصيب اليورانيوم الإيراني لن يقتصر على 20 في المئة. سنزيد ذلك إلى أي مستوى تحتاجه البلاد... قد نزيده إلى 60 في المئة"، وذلك في تأجيج للأزمة مع واشنطن بشأن مستقبل الاتفاق.
 
وقال خامنئي: "الأمريكيون والأطراف الأوروبية في الاتفاق استخدموا لغة غير عادلة ضد إيران... إيران لن تذعن للضغوط. موقفنا لن يتغير".