سياسة دولية

النرويج تحاكم "عائدة" من صفوف تنظيم الدولة بسوريا

"من خلال رعاية الأطفال والطهي وغسل الملابس، سهلت مشاركة العديد من المقاتلين الأجانب في المعارك"- جيتي

يحاكم القضاء النرويجي شابة من أصل باكستاني، هي من بين "العائدات" من صفوف تنظيم الدولة في سوريا.

 

وتواجه الشابة (30 عاما)، التي لم تعد ترتدي الحجاب، تهما بالانتماء للتنظيم والترويج لأفكاره ومساعدة مسلحيه.

 

وقالت النرويجية الباكستانية إنها رغبت عدة مرات دون جدوى في تقصير مدة إقامتها في سوريا، التي وصلتها محملة، وفق اعترافها، بـ"أفكار متطرفة"، لكنها سرعان ما "خاب أملها".

وبدأت القصة بوقوعها في حب شاب نرويجي من أصل تشيلي، هو باستيان فاسكيز، الذي التقته قبل أن يتوجه إلى سوريا للقتال في 2012.


وقالت المتهمة أمام المحكمة: "كنت في حالة حب لدرجة أنني كنت أؤمن بكل ما يؤمن به".

وانضمت إليه في سوريا بعد أن تزوجته عبر الإنترنت، وأشارت إلى أن هذه العلاقة جنحت إلى العنف ولم يعد بإمكانها الافلات.

ولقي فاسكيز حتفه في عام 2015 عندما كان يقوم بتصنيع متفجرات. وتزوجت المتهمة مرة أخرى من مصري، وأنجبت منه طفلها الثاني وتوفي في القتال، ثم من صديقه المنتمي إلى التنظيم كذلك.

ويرى الدفاع أن هذه الزيجات لا تشكل ولاء للتنظيم بل سبباً للبقاء على أمل مغادرة "الخلافة" في يوم من الأيام.


وأكد المحامي نيلز كريستيان نوردهوس أنها "لم تشارك في تنظيم الدولة، لقد نجت من التنظيم".

 

اقرأ أيضا: محكمة بريطانية ترفض عودة "عروس داعش" من سوريا


وبعد هزيمة التنظيم الجهادي، أودعت مع طفليها في مخيم الهول الخاضع لسيطرة القوات الكردية، واستردتهم السلطات النرويجية في أوائل عام 2020.

ونُسبت العودة إلى أسباب إنسانية، حيث اعتبر الابن مريضاً، ما دفع اليمين الشعبوي إلى مغادرة الحكومة.

أما النائب العام، غير إيفانجر، فقال: "من خلال رعاية الأطفال والطهي وغسل الملابس، سُهلت مشاركة العديد من المقاتلين الأجانب في المعارك".

واعتبر ماغنوس رانستورب، وهو خبير سويدي في قضايا الإرهاب أن "تنظيم الدولة الإسلامية هو كيان مصنف منظمة إرهابية من قبل الأمم المتحدة. إن التنظيم بأكمله مصنف على هذا النحو، وليس فقط مقاتلوه".

وأضاف: "بغض النظر عما إذا كنت تقود سيارة إسعاف أو تطهو في المنزل، فأنت عضو في منظمة إرهابية". 


وقال رانستورب لوكالة فرانس برس: "الأمر معقد عندما تكونين امرأة لأنك لا تستطيعين المغادرة بدون مرافق ذكر أو بدون إذن.. لذا فأنت رهينة التنظيم وجزء من آليته".

ومن المقرر أن تستمر المحاكمة حتى 23 أو 24 آذار/ مارس. وتواجه المتهمة عقوبة السجن لمدة ست سنوات.

 

وانضم نحو 41500 أجنبي إلى تنظيم الدولة في سوريا والعراق، بحسب مؤسسة "راند"، وتحجم معظم الدول الأوروبية، بينها النرويج، عن إعادة مواطنيها العالقين هناك.