سياسة عربية

تحركات روسية لتعزيز نفوذها في سوريا بعد ضربات إسرائيلية

القوات الروسية سيرت الدورية بمرافقة قوات النظام- قناة "Rusvesna"

سيرت القوات الروسية دورية عسكرية مشتركة مع قوات النظام السوري في مرفأ اللاذقية، وذلك بعد تعرض المرفأ لغارات إسرائيلية، استهدفت شحنة أسلحة إيرانية كانت مخبأة ضمن بضائع غذائية عبر سفينة تجارية ترفع علم دولة بنما.

ورجح محللون أن تكون الدوريات الروسية، خطوة تمهيدية، لهيمنة روسيا على المرفأ، لا سيما أنها تستثمر الضربات الإسرائيلية على مواقع المليشيات الإيرانية، لتعزيز نفوذها في سوريا.

وقال المحلل السياسي، أحمد مظهر سعدو، لـ"عربي21"، إن روسيا منذ بدايات تدخلها في سوريا تسعى للسيطرة على أكبر مساحة من الأراضي السورية، مشيرا إلى أن هدف روسيا يتمثل في تحقيق الفائدة الاقتصادية والوصول إلى المياه الدافئة وإعادة رسم ملامح جديدة لهيمنة روسية تريد وراثتها عن الاتحاد السوفياتي السابق.

ورجح وجود توافق روسي إسرائيلي لتقليص الوجود الإيراني في سوريا، مضيفا أن "من الممكن أن روسيا صمتت على قصف ميناء اللاذقية لتصل إلى الهيمنة المباشرة على ميناء اللاذقية بعد سيطرتها على ميناء طرطوس".

واستبعد أن تكون الدوريات الروسية تهدف إلى حماية الوجود الإيراني في مرفأ اللاذقية، كما أنه أعرب عن اعتقاده بأنه لم يعد للإيرانيين أي دور أو وجود في الميناء مطلقا، وأن روسيا جاءت لحماية مصالحها وليس مصالح الإيرانيين.

 

اقرأ أيضا: خبراء: إيران تحاول استعادة ما أنفقته على النظام السوري

من جانبه، رأى المحلل السياسي، حسن النيفي، في حديث لـ"عربي21"، أن النظام السوري أصبح في حالة حرج شديدة بعد استهداف إسرائيل لمرفأ اللاذقية، وخاصة أمام حاضنته بسبب عدم قدرته على الرد، ما دفعه للاستنجاد بالقوات الروسية خشية أن يتكرر هذا الاستهداف.

ورجح أن يكون النظام السوري قد لجأ إلى وضع المرفأ تحت الحماية الروسية المؤقتة كي لا يعطي إسرائيل ذريعة لقصفه، ومن جانب آخر ربما تسعى روسيا إلى إبعاد مليشيات إيران عن المرفأ، ووجدت في القصف الإسرائيلي حجة أو ذريعة مناسبة لوضع يدها ولو مؤقتا على المرفأ.

وشدد على أن التنافس الروسي الإيراني على مواقع النفوذ في سوريا هو أمر واقع، رغم أنه لم يصل إلى درجة الصدام على العلن، مؤكدا أنه من الطبيعي أن تجد روسيا في استهداف إسرائيل لمواقع ذات نفوذ إيراني فرصة لإزاحة يد إيران وبسط يدها.

وعقدت روسيا عددا من الاتفاقيات الاقتصادية طويلة الأجل مع حكومة النظام السوري، من أبرزها عقود استثمار في قطاعات النفط والغاز والفوسفات، إضافة إلى اتفاق الاستثمار في مرفأ طرطوس التجاري في سوريا لمدة 49 عاما، في حين يرى مراقبون أن روسيا تسعى بهذه الاستثمارات لاسترداد الديون المتراكمة على النظام السوري.