تقارير

سعاد العامري.. وظفت المعمار والرواية لترسيخ هوية فلسطين

ما يدهش سعاد العامري هو أن الشعب الفلسطيني لا يزال يروى حكاية اللجوء التي أصبحت جزءا من هويته

معمارية وكاتبة فلسطينية تعود أصول عائلتها إلى مدينة يافا، نشأت في عمان ودمشق وبيروت والقاهرة قبل العيش بشكل دائم في مدينة رام الله حيث تعمل أستاذة في العمارة بجامعة بيرزيت.

ولدت سعاد العامري عام 1951 في مدينة دمشق لأب فلسطيني تقلد عددا من المناصب بالأردن وأم سورية. 

درست الهندسة المعمارية في الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم في جامعة أدنبرة وجامعة ميتشيغان، حيث نالت درجة الدكتوراه. تزوجت من الدكتور سليم تماري كبير الباحثين في مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

أصبحت عضوا في مجلس مدينة بلفست بإيرلندا، وكانت عضوا في فريق المفاوضات في واشنطن بين عامي 1991و1993 وشغلت بعدها منصب وكيل عام وزارة الثقافة الفلسطينية.

شغفت العامري بالموروث المعماري الثقافي الفلسطيني، فأسست في رام الله عام 1991 مركزا لإعادة ترميم واستغلال المباني الأثرية، وتوثيق وتسجيل وحماية آلاف المواقع والمباني في فلسطين، وهو مركز المعمار الشعبي "رواق" الذي حاز على جائزة المهندس المعماري الآغا خان عام 2013، وجائزة التصميم كاري ستون عام 2012، وجائزة الأمير كلاوس عام 2011، بالإضافة إلى جائزة قطان للتميز عام 2007.

ألفت عدة كتاب حول العمارة والبناء فكان من بين مؤلفاتها في هذا المجال: "البلاط التقليدي في فلسطين"، "عمارة قرى الكراسي"، "زلزال في بيسان" و"العمارة الفلاحية في فلسطين: الفضاء والقرابة والنوع الاجتماعي".

ورغم أن دخولها عالم الكتابة الروائية جاء بالصدفة فقد ترجمت أعمالها الروائية إلى 20 لغة وتحديدا روايتها الأولى "شارون وحماتي"، ثم جاءت "مراد مراد لا شيء تخسره إلّا حياتك"، "جولدا نامت هنا" و"دمشقي".

ودخلت سعاد العامري عالم الكتابة بالصدفة البحتة حين اضطرت لاستضافة حماتها البالغة 92 عاما لأكثر من أربعين يوما في منزلها لدى فرض حظر التجول في عهد حكومة أرييل شارون. تقول سعاد: "كانت القوات الإسرائيلية في الخارج وحماتي في الداخل وكلاهما كانا يقودانني إلى الجنون، فلم أجد ملاذا إلا الكتابة". 

بدأت بإرسال الرسائل الإلكترونية المحملة بالشكاوى من الوضع الذي تعيشه إلى أصدقائها. حتى وجدت هذه الرسائل طريقها إلى ناشر عن طريق إحدى الصديقات، فرأى فيها بذرة تبشر بكاتبة، وهكذا جاءت روايتها الأولى "شارون وحماتي: مذكرات رام الله" عام 2004. وحازت عدة جوائز أدبية، لتجعل من مؤلفتها واحدة من أبرز الروائيات العربيات اللواتي يكتب عنهن بالإنكليزية اليوم.

 



تقول العامري إن أسلوبها الروائي "حكواتي"، وتصر دائما على القول "أنا حكواتيه أكثر من كوني كاتبة". حيث تعج كتبها بالتفاصيل الحية في المزج بين الأحداث الواقعية ومبالغاتها الأدبية التي تقع في المخيلة أو الانطباعات الشخصية للكاتبة.

تقول: "نحن في فلسطين نعيش كتلة من المشاعر المختلطة من غضب وسخط وحنين إلى الماضي، وسخرية من محاولات إسرائيل طمس ماضي الفلسطينيين في القدس الغربية، لذلك لجأت إلى نسيج واقعي بخيوط من التاريخ الرسمي والذكريات الفردية لشخصيات كتابي التي ترتدى جلباب السخرية والانفعال من زمن الجرح والقهر الذي لم يزل نازفا من النكبة والهزيمة، وحكايات تعود بالصور الحية لمنازل فلسطينية ما زلت أحفظ أسماء أهلها، متضمنة معالم الأمكنة الفلسطينية الضائعة التي يغلفها غموض".

أكثر ما يدهش العامري هو أن الشعب الفلسطيني لا يزال يروى حكاية اللجوء التي أصبحت جزءا من هويته، تقول: "كشعب، لم نكف عن رواية قصة طردنا الجماعي خارج فلسطين، لكن بطريقة ما يشعر الفرد الفلسطيني بالخجل من أن يروي قصته الشخصية حول طرده من منزله وغرفة جلوسه وغرفة نومه".

العامري تواصل الكتابة الروائية والمشاركة في ندوات ومحاضرات تتحدث فيها عن تجربتها ككاتبة وعن المعاناة الفلسطينية اليومية تحت الاحتلال، ممسكة بخيوط روايتها الجديدة، وأيضا بشغفها الأول، المعمار.

المصادر


ـ أنس إبراهيم، سعاد العامري: أكتب مثلما أتكلم، موقع عرب48، 25/9/2021.
ـ الدكتورة سعاد العامري، موقع جامعة بيرزيت الرسمي.
ـ سعاد العامري..المعمارية والكاتبة الفلسطينية.. الإبداع والثورة، مجلة جنى.
ـ "أنا بكتب كيف بحكي" المهندسة المعمارية الفلسطينية سعاد العامري التي أصبحت كاتبة بالصدفة، موقع اللغة والثقافة العربية، 10/2/2021.
ـ سعاد العامري: ذاكرة فلسطينية في دمشق، موقع الإعلام الحقيقي، 16/7/2019.
ـ سعاد العامري: ذاكرة فلسطينية في دمشق، صحيفة الحياة الجديدة، شبكة العودة الإخبارية 11/7/2019.
ـ رشا عبد المنعم، صحيفة البيان الإماراتية، سعاد العامري تؤرخ للحياة تحت وطأة الاحتلال، 11/3/2016.