طبول حرب نووية!

بعدَ تهديدِ بوتين.. هل باتت الحربُ النوويةُ على الأبواب؟.. شاهد ماذا سيحدثُ لعالمنا في حال نشوب حرب نووية بين الناتو وروسيا ؟

قد تعتقدُ أنَّ لجوءَ أيِّ دولةٍ لاستخدامِ السلاحِ النوويِّ أمرٌ في غايةِ الجنون؛ نظرا للعواقبِ الوخيمةِ التي سيخلفها ذلكَ على العالم، إلا أنَّ الإعلانَ الأخيرَ للرئيسِ الروسيِّ فلاديمير بوتين استعدادَ بلادهِ لاستخدامِ الأسلحةِ النوويةِ للدفاعِ عن روسيا في وجهِ ما أسماهُ "الابتزازَ النووي" الأوروبيّ، وضعَ العالمَ على أهبةِ الاستعدادِ لما هو قادمٌ.

 

وحتى هذهِ اللحظةِ، لا يمكننا التكهنُ ما إذا كانت تصريحاتُ الرئيسِ الروسيِّ جادةً أم مجردَ تهديد، وفي كلتا الحالتينِ يبقى احتمالُ اللجوءِ لحربٍ نوويةٍ واردا.

وتبعا لما سبق، دعنا نذهبُ في رحلةٍ معا يمكنكَ أن تسميها إن أردت "رحلةً إلى الجحيم"؛ لمعرفةِ ماذا سيحصلُ للعالمِ عندما تتحولُ الحربُ الحاليةُ في أوكرانيا لحربٍ نوويةٍ بين روسيا والناتو.

 

رحلةٌ إلى الجحيمِ 

 

تتلقى روسيا الهزيمةَ تلوَ الهزيمةِ في حربها في أوكرانيا، وهذا الأمرُ باتَ عصيا عليها في ظلِّ دعمِ الناتو والاتحادِ الأوروبيِّ لأوكرانيا بالمالِ والعتاد.


كما تتزايد الأصواتُ داخلَ الكرملين المؤيدةُ لإطلاقِ قنبلةٍ نوويةٍ تحذيريةٍ، حتى بات الأمرُ برمتهِ يقفُ الآن على ضغطةِ زر لحفظِ ماءِ الوجهِ لروسيا وقادتها، وإجبارِ الناتو على التراجع.

 

وبالفعلِ، وعلى أملِ وقفِ تقدمِ الولاياتِ المتحدةِ وحلفِ شمالِ الأطلسي، تطلقُ روسيا طلقةً نوويةً تحذيريةً باتجاه قاعدةِ الناتو بالقربِ من مدينةِ كالينجراد، حيث تتسببُ بمحوها بشكلٍ كامل.


لكن وكما تعلمون، فمن يتلقى أولَ ضربةٍ لا بدَّ أن يردَّ بضربةٍ أخرى، لكي تكونَ لهُ الغلبة، لذا سيعودُ الناتو بقنبلةٍ نوويةٍ تستهدفُ قاعدةً روسيةً عبر سلاح الجو.

 

قنبلتان نوويتان بالرغمِ من تأثيرهما الكبير، إلا أنَّ العالمَ يمكنُ أن يستوعبَ تبعاتهما، ولكن هل سيتوقفُ الروسُ والناتو عندَ هذا الحد؟.. لا يبدو الأمرُ كذلك.


يتصاعدُ القتالُ إلى حربٍ نوويةٍ تكتيكيةٍ في أوروبا، حيث ترسل روسيا 300 رأسٍ نوويٍّ عبرَ الطائراتِ والصواريخِ قصيرةِ المدى لضربِ قواعدِ الناتو والقواتِ المتقدمةِ في أوروبا، ليردَّ الناتو بضربةٍ مشابهة
بما يقربُ عن 180 رأسًا نوويًا عبر الطائراتِ إلى القواعدِ الروسيةِ والأماكنِ الحيويةِ فيها، لتصلَ الخسائرُ الفوريةُ في الأرواحِ إلى نحوِ 2.6 مليونٍ على مدى 3 ساعاتِ فقط.

 

هذا الحجم الهائل من الصواريخِ النووية كفيلٌ بتدمير أوروبا، وإرجاعها للوراءِ عقودًا من الزمن، فهل انتهت الحرب؟.. لا.

 

شاهد أيضا: أوروبا و"الغسل الأخضر"

لكنها ليست سوى البداية، فهذهِ المرةُ يشنَّ حلفُ الناتو ضربةً نوويةً استراتيجيةً من 600 رأسٍ نوويٍّ حربيٍّ من الأراضي الأمريكيةِ وغواصاتها المستعدةِ في قلبِ المحيطِ باتجاهِ روسيا.

 

وقبل أن تتعطلَ البنيةُ التحتيةُ في روسيا بالكامل، تردُّ بضربةٍ متزامنةٍ بإطلاقِ حزمةٍ لا بأسَ بها من الصواريخِ عبرَ مدرعاتها المتنقلةِ والغواصاتِ باتجاهَ أوروبا والولاياتِ المتحدة، ليصلَ عددُ القتلى إلى 3.4 مليونِ قتيلٍ حتى هذهِ اللحظة.


وبهدفِ منعِ تعافي الجانبِ الآخرِ، تستهدفُ كل من روسيا والناتو أكثرَ من 30 مدينةً حيويةً ومراكزَ اقتصاديةً مهمةً في كلا الجانبين باستخدامِ 5-10 رؤوسٍ حربيةٍ لكل مدينة، اعتمادًا على كثافتها السكانية، ما يتسببُ بمقتلِ أكثرِ 85.3 مليونِ إنسانٍ في غضونِ 45 دقيقة فقط.

 

ما بعد الكارثة 

 

وعلى المدى الطويلِ، سيتسببُ النشاطُ الإشعاعي الناجمُ عن هجومٍ نوويٍّ كبيرِ الحجمِ في ارتفاعِ نسبةِ الإصابةِ بالسرطاناتِ وأمراضٍ أُخرى عالميا.


وكذلكَ ستكونُ هناكَ تأثيراتٌ مناخيةٌ، كما ستتسببُ في إبادةِ المحاصيل، ما يؤدي إلى مجاعةٍ واسعةِ النطاق، ما يعني أنَّ الجميعَ سيعاني خلالَ الحرب.

قد تتساءلُ الآنَ عن حقيقةِ هذا السيناريو المذكورِ، وقد تعتقدُ أنهُ من وحيِ الخيالِ، ولكن يؤسفني أن أقولَ لكَ إن هذا التصورَ ليسَ من وحيِ الخيال، إنما هو محاكاةٌ أعدها فريقٌ مختصٌّ في جامعةِ برينستون للعلومِ والأمنِ العالمي، في حال ما تحولت الحربُ الحاليةُ في أوروبا لحربٍ نوويةٍ.