حقوق وحريات

اعتقالات بالضفة واقتحام للأقصى.. وتحذير من تدهور واسع (شاهد)

قوات الاحتلال شنت حملة اعتقالات ودهم وتفتيش في عدد من مدن الضفة- جيتي

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء، حملة دهم وتفتيش واسعة في الضفة الغربية المحتلة، أسفرت عن اعتقال عدد من الفلسطينيين، بالتزامن مع اقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين باحات المسجد الأقصى المبارك.


ففي الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال الفلسطينيين عمر عامر الهريني وصدام أبو صبحة، بعد أن داهمت منزلي ذويهما في بلدة يطا، وفتشتهما.


وداهمت قوات الاحتلال منطقة شعب السير بمحاذاة مستوطنة "كرمي تسور" جنوبي بيت أمر، وفتشت عدة منازل لعائلة زعاقيق وغيرها، وعبثت بمحتوياتها، ونصبت حواجزها العسكرية على مداخل الخليل الشمالية، ومداخل بلدات بني نعيم وسعير وحلحول، وأوقفت مركبات المواطنين وفتشتها، ودققت في بطاقات راكبيها الشخصية، ما تسبب في إعاقة مرورهم.


وفي بورين جنوبي نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال المواطن محمود ناجح النجار بعد أن اقتحمت منزله في القرية.


من جهة أخرى، اقتحم مستوطنون، الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك، من باب المغاربة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي التي فرضت قيودا على دخول المصلين الوافدين، ودققت في هويات بعضهم، واحتجزتها عند أبوابه الخارجية.


وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، إن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى منذ الصباح، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية في منطقته الشرقية، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم.


وتتواصل الدعوات الفلسطينية للحشد والرباط في المسجد الأقصى خلال الفترة المقبلة، لإفشال مخططات المستوطنين بإحياء الأعياد اليهودية داخل باحاته.


وتأتي هذه الدعوات وسط تحذيرات من تكثيف المستوطنين لاقتحاماتهم الأقصى، إلى جانب نقل الصلوات التلمودية إلى المسجد.


وتخطط "جماعات الهيكل" المزعوم لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، في ما يسمى "عيد الأنوار/الحانوكاه" اليهودي، الذي يبدأ في 18 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.


تحذير من تدهور في الضفة

في السياق ذاته، حذر رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية- أمان، أن "الاستمرار في سياسة إدارة الصراع مع الفلسطينيين ستعمل على زعزعة الأمور، في ظل تواصل المواجهات والغضب في الضفة".


يأتي هذا التحذير الاستخباري الإسرائيلي بعد أسبوع من تقديم تقييم متشائم للوضع أعلنه الجيش الاسرائيلي بخصوص الفرص المتزايدة لتصعيد واسع النطاق من الضفة الغربية، لكن العميد عاميت ساعر كشف خلال كلمته في المؤتمر الشتوي لمعهد غازيت في تل أبيب، أنه "لأول مرة نشهد بداية ضعف في سياسة إدارة الصراع مع الفلسطينيين، ولم نعد في عالم حل الصراع، وهذه الأمور سوف تتقوض، لاسيما أن القيادة الوسطى للجيش تقدر أن فقدان سيطرة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على شمال الضفة الغربية، خاصة في جنين، بات واضحا، وأوضح من إخفائه".


وأضاف في تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "الجماعات الفلسطينية المسلحة، بما فيها من حركة فتح نفسها، وليس فقط من حركتي حماس والجهاد، تنشئ مخيمات ومراكز السيطرة، بينما يتم تبادل النيران مع الجيش الإسرائيلي كل ليلة تقريبًا، بجانب قفزة بثلاثة أضعاف هذا العام في حوادث إطلاق النار من قبل المسلحين بلغ عددها 300 عملية، ما يعني أن المسلحين لم يستسلموا، فيما تفقد السلطة الفلسطينية الدافع والشرعية، وسط خطاب فلسطيني مشبع بوسائل الحرب".


وأشار إلى أن "اللافت في ظاهرة عرين الأسود ليست الأرقام، بل ما نراه حولها، فنحن أمام شباب غاضبين ولدوا بعد الانتفاضة الثانية، وهؤلاء يرشقون الجيش الإسرائيلي بالحجارة كل ليلة تقريبًا، حتى أكثر من المسلحين الذين يطلقون النار على الجنود، بسبب الغضب الذي يعبرون عنه".


وتتزامن هذه المخاوف الإسرائيلية مع ما يمكن وصفها بـ"التوقعات القاتمة" من كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي التي قد تصطدم، أو تضاف إلى التغييرات المتفجرة في تشكيل مجلس الوزراء المقبل، وسط مطالبات يمينية بتقسيم صلاحيات الجيش والإدارة المدنية، ومنسق العمليات في المناطق، ما يضيف إلى ضباط ومسؤولين كبار آخرين مخاوف من زعزعة الاستقرار الأمني في الضفة الغربية في الأسابيع الأخيرة، خاصة في نابلس.