اقتصاد عربي

غلاء الأسعار يطحن المصريين.. والحكومة: سنقتحم العالم

(أرشيفية)
أكد أحدث استطلاع للرأي في مصر أن قضية غلاء الأسعار باتت تتصدر مشكلات 73% من الأسر المصرية، في وقت ضربت فيه موجة غلاء جديدة الأسواق المصرية، بينما تزور بعثة صندوق النقد الدولي القاهرة.

وحذرت حركة "مواطنون ضد الغلاء"، من أن سعر كيلو اللحم سوف يصل في عيد الأضحى، بعد قرابة خمسة أسابيع، إلى قرابة المائة جنيه، فيما عاود سعر صرف الدولار بالسوق الموازية (السوداء)، الارتفاع، وسجل أكثر من 12 جنيها، الأربعاء.

ووسط هذا الزخم من معاناة المصريين أعلنت الحكومة المصرية، على لسان عدد من وزرائها، أن مشروعاتها "سوف تقتحم العالم"، وفق صحيفة "المصري اليوم".

غلاء الأسعار القضية الأولى لـ73% من الأسر

وفي البداية، أعلن مركز "استطلاع مصر"، المتخصص في البحوث الميدانية والدراسات الاقتصادية والاجتماعية، في مؤتمر صحفي الثلاثاء، نتائج استطلاع آراء الأسر المصرية حول بعض القضايا في مصر عام 2016، الذي تم إجراؤه خلال شهر حزيران/ يونيو الماضي.

وعن أهم القضايا الداخلية التي تشغل بال الأسر المصرية جاءت قضية غلاء الأسعار في المرتبة الأولى بنسبة 73.2% من الأسر، مقابل نسبة 44% في الاستطلاع السابق.

ولاحظ الاستطلاع ارتفاع نسبة من يرون أن ضعف أداء الحكومة يشكل تحديا كبيرا أمام الرئيس مقارنة بنتائج استطلاع العام الماضي، إذ ارتفعت هذه النسبة من 4.5% من الأسر عام 2015 إلى 21.1% عام 2016.

وأكدت أستاذة الاقتصاد بجامعة القاهرة، والشريك المؤسس بالمركز، شيرين الشواربي، في المؤتمر، أن النسبة الأكبر من الأسر المعيشية ترى أن دخولها لم تتغير عن العام الماضي بواقع 57.8% من العينة، مقابل 42.2% من الأسر التي رأت أن دخولها قد تغيرت.

وجاء الاختلاف الأكبر في الدخل بالنقصان بنسبة 58.3% ممن تغيرت دخولهم، في حين كانت هذه النسبة بالاستطلاع السابق في أيلول/ سبتمبر 2015، نحو 44.3%، بما يشير إلى زيادة أعداد من تراجعت دخولهم بين الأسر المصرية خلال عام.

وبالسؤال عن الاستفادة المعيشية للأسر من الدعم الحكومي جاءت النسبة الأكبر من الاستفادة من دعم رغيف الخبز بنسبة 93% من الأسر، يليه البطاقات التموينية بنسبة 87%، يليه الكهرباء بنسبة 39.2%.

موجة غلاء جديدة تستقبل بعثة صندوق النقد

هذا ما أكدته صحيفة "الوفد"، قائلة إنه ما إن وطئت بعثة صندوق النقد الدولي أرض مصر، يوم الجمعة الماضي، حتى استغلها التجار فرصة، ورفعوا أسعار كل شيء، وشبت النار في مختلف السلع، وامتدت ألسنة النار لجميع الفئات لتحرق كل المصريين، بينما كانوا يتوقعون خفض الأسعار استجابة لانخفاض سعر الدولار، ولكن حدث العكس تماما، فتراجع الدولار، ولم تتراجع الأسعار، وفق الصحيفة.

وأضافت "الوفد" أن حالة الغلاء التى تضرب كل شيء استنزفت القوة الشرائية للمستهلك بشكل جعلته غير قادر على الشراء، الأمر الذى أصاب كل الأسواق بحالة ركود تبدو واضحة من شكاوى البائعين، وبحثهم المستمر عن المشتري، الذي اختفى في خلال الأيام السابقة.

وتابعت الصحيفة بأنها قامت بجولة على عدد من الأسواق الرئيسة لتعرف الأسعار ومستويات الزيادة ومدى توفر السلع، "وكانت الصدمة القوية مرسومة على ملامح كل من التقيناهم، وإن كلا يضرب كفا بآخر، غير مصدق لهذا الارتفاع الجنوني للأسعار، الذى وصل في بعض السلع إلى 100% زيادة"، بحسب قولها.

أسعار الأضاحي ترتفع

وتشهد سوق الاضاحي المصرية في هذا العام زيادة أخرى في الأسعار تبلغ 25% عن العام الماضي، مع قرب حلول عيد الأضحى.

وأرجع عدد من بائعي الأغنام ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، بسبب ارتفاع الدولار، مشيرين إلى أنها قد ترتفع أكثر مع مرور الأيام، لأكثر من خمسة جنيهات للكيلو، إذ يتراوح سعرها حاليا ما بين 39 و40 جنيها للكيلو الحي، فيما يبدأ سعر الخروف من 1500 جنيه، ويصل إلى أربعة آلاف جنيه، بحسب الميزان.

مواطنون ضد الغلاء: مئة جنيه سعر كيلو اللحم

والأمر هكذا، توقع رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء"، محمود العسقلاني، في تصريحات صحفية، أن يصل سعر الكيلوغرام من اللحوم خلال عيد الأضحى المقبل إلى مئة جنيه بالقطاع الخاص.

وأرجع السبب في ذلك إلى نقص الإنتاج المحلي من الثروة الحيوانية الذي يصل إلى 60% يتم تعويضها من خلال الاستيراد من السودان والبرازيل وأستراليا وأوكرانيا، وفق قوله.

الدولار يعاود الارتفاع مجددا

وعاود سعر الدولار بالسوق الموازية (السوداء) الارتفاع مرة أخرى، عقب قرار البنك المركزي بتثبيت سعر صرفه في عطاء الدولاري، الثلاثاء، مقابل الجنيه في البنوك عند مستوى 8.78 جنيه للشراء، و8.83 جنيه للبيع.

وقال متعاملون إن الطلب على الورقة الخضراء ارتفع بنسبة كبيرة، ما جعل المضاربين يقومون برفع سعر صرف الدولار مرة أخرى تعويضا للخسائر التي تكبدوها على مدى الأيام الستة الماضية.

والأمر هكذا، وصل سعر الدولار بالسوق الموازية إلى 12.70 جنيه للشراء في أغلب مناطق الجمهورية، ومن المتوقع أن يصل إلى 13 جنيهًا خلال الأيام القليلة المقبلة، وفق مراقبين.

الحكومة للشباب: مشروعاتنا ستقتحم العالم

إلى ذلك، بدا أن غالبية المصريين ومعاناتهم، في واد، بينما الحكومة في واد آخر.

فقد أكد عدد من الوزراء، خلال حضورهم فعاليات عرض نماذج "محاكاة الحكومة"، التي قدمها شباب البرنامج الرئاسي، في إطار تأهيلهم للقيادة، أن الحكومة تسعى لتوفير فرص عمل للشباب، و"اقتحام العالم" باستراتيجية جديدة للمشروعات، وفق صحيفة "المصري اليوم".

وأعلن وزير الشباب والرياضة، خالد عبدالعزيز، أنه يوجد تعاون بين الوزارات لتدريب 40 ألف شاب لخوض انتخابات المحليات.

وأشاد بطلاب "البرنامج الرئاسي"، مؤكدا أن جميع أفراد الحكومة يسعون لتوفير فرص العمل للشباب تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، في إطار إعلان الرئاسة 2016 عاما للشباب، بحسب قوله.
 
ومن جهته، قال وزير الكهرباء، محمد شاكر، إن الحكومة تولى اهتماما كبيرا لتطوير مصادر الطاقة المتجددة لمواجهة الطلب المتزايد على الطاقة، وتفادي أي أزمات في الكهرباء.

فيما طالب وزير التموين، خالد حنفي، بالاهتمام بالتدريب والتعليم الفني، للحصول على المنافسة.

وقالت رئيسة المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية، التابع للرئاسة، عبلة عبداللطيف، إن بعض المصانع في المدن الجديدة لديها أزمة في العمالة إذ إن الشباب يرفضون العمل بأماكن بعيدة لذا تم طرح مبادرة "وظيفتك جنب بيتك".