يجب على حماس ألا تتسرع في الرد أو تكون في عجلة من أمرها، فالردّ الحقيقى يتمثل بالصمود والعناد وعدم الاستسلام أمام إسرائيل حرباً أو سلماً، كما يتمثل في استمرار الصراع معها على كل الجبهات.
النظام المصرى الحالي الذي استنسخ أبشع ما في الانظمة الثلاث التي سبقته أثر الانقلاب الام عام 52 يبدو اقرب الى ذهنية القذافي والاسد منه الى مبارك وزين العابدين، وسيمضي فى خياره الكارثي حتى النهاية.
هذه لم تكن المرة الأولى بل الثانية التي يستخدم فيها النظام المصري حركة الجهاد لتبييض وجهه البشع وسياساته والتغطية ولفت الانتباه عن سياساته الكارثية والضارة
انتهت عملية التسوية عملية أوسلو منذ فترة طويلة ماتت العملية ومعها مات حل الدولتين، ربما منذ اندلاع الانتفاضة الثانية، مع فشل مفاوضات كامب ديفيد – صيف عام 2000 - ورفض إسرائيل حزب العمل تقديم الحد الأدنى الذي يمكن أن يقبل به المرحوم ياسر عرفات..
نظرت القاهرة إلى حماس منذ الانقلاب بالعين الأمنية المجردة، وهي تقود الثورة المضادة في العالم العربي كما معركة الاستئصال لتيار الإسلام السياسي، وتحديداً الإخوان المسلمين وتعتبر حماس عضواً أو جزءاً أصيلاً منهم.
المعركة ضد داعش وبي كا كا بشقيه التركي والسوري لا تخاض أمنيا أو داخل الأراضي التركية فقط، وهي تخاض سياسيا وإعلاميا ومعنويا وذهنيا في تركيا وسوريا والعراق على حد سواء..
الخيار الجدي الوحيد وحتى الواقعي أمام السلطة يتمثل بإنهاء الانقسام والمصالحة وترتيب البيت الوطني، وبلورة استراتيجية وطنية موحدة لإدارة الصراع مع إسرائيل بشكل هادىء بعيداً عن المفاوضات البائسة والعسكرة المدمرة.
يجب على حركة حماس الانتباه والحذر، وألا يدفعها الخلاف أو السجال المستمر مع عباس إلى مساندة أو دعم دحلان والتيقظ لحقيقة مشروعه وارتباطاته الإقليمية وحتى الدولية..
جاء قرار تأجيل الانتخابات البلدية صادماً، ولكن غير مفاجىء قياساً للتطورات والمستجدات السياسية والانتخابية في الأسبوعين الماضيين. ولا شك أن ثمة أسباب عديدة لهذا القرار القضائي المسيّس، إلا أن العبرة أو الاستخلاص الأساس، هي أن النخبة السياسية، تحديداً قيادة السلطة الحالية لا تملك الإرادة اللازمة