مازالت أزمة الإخوان المسلمين المصريين تراوح مكانها. نظريّا، الكل إخوان، أما عمليّا فهناك جناح يتمسك برداء الشرعية التاريخية والتنظيمية وبيده مقاليد كثير من الأمور، بما في ذلك ما تبقى للجماعة من مؤسسات وممتلكات، وفي مقابله جناح ثائر..
كنت في خريف عام 2000 قد عينت للتو محاضراً في معهد ماركفيلد للدراسات العليا ببريطانيا، حين استدعاني مدير المعهد الجديد الدكتور زغلول النجار إلى مكتبه. كان قد أمضي الأيام الأولى من وظيفته - التي لم يستمر فيها سوى أسابيع – في تعريف نفسه بأعضاء الهيئة التدريسية. وفي ذلك اليوم جاء الدور علي.
فهمت من الدكتور شرابي أنه لم يكن مسروراً بأوسلو وإفرازاتها، وأن الألم كان يعتصره لما آلت إليه أوضاع القضية، ولهذا السبب نظم مؤتمره ذاك، بل وتجرأ أن يدعوني لأخاطب الجمهور بما كان يعتبر في عاصمة أمريكا من الممنوعات.
يفتقد الناس هذه الأيام العشرات، وربما المئات، من علماء الشريعة ورموز الثقافة والفكر الإسلامي في المملكة العربية السعودية ممن تابعهم الناس على التويتر – حيث يصل عدد المتابعين لبعضهم إلى الملايين – وشاهدوا برامجهم التلفزيونية وقرأوا لهم بعضاً مما كانوا ينشرونه من حين لآخر.
أربعة أعوام من التفكير والتدبير وعامان من الصياغة والتحرير، وساعات طويلة من الحوار المعمق على مدى ذلك الزمن قضاها قادة حماس ومن استعانوا بهم من خبراء القانون والسياسة واللغة في إنجاز مشروع الوثيقة التي يعتبرها جل المراقبين بديلا للميثاق القديم الذي صدر بعيد ميلاد الحركة بقليل، قبل ما يقرب من ثلاثين
نفس السيناريو اليمني يُراد له أن يتكرر في سوريا وفي ليبيا، حيث تلحق الهزيمة بمن طالبوا بالتغيير والإصلاح، ويُهمش كل من ثار على الظلم والفساد، ويمكن من مقاليد الأمور فلول الأنظمة التي ثارت الشعوب عليها رجاء أن تنعتق من الاستبداد وتستعيد كرامتها وحريتها.
إذا ما تأملت في ردود الأفعال العربية على المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا فسوف تجد أن الذين استبشروا خيراً بالانقلاب وتمنوا أن ينجح وانخرطوا في حملة إعلامية مضللة لصالح الانقلابيين إنما هم أعداء الحرية والديمقراطية، بينما ستجد أن الذين أشفقوا على تركيا وتمنوا فشل الانقلاب ودعوا الله أن يحفظ تركيا من أعدائها وفرحوا بما مني به الانقلابيون من إخفاق واحتفلوا بذلك ووزعوا الحلوى إنما هم المضطهدون المظلومون أو من يناصرهم ويتعاطف معهم.
تفجرت الثورات العربية في مطلع عام 2011 فبعثرت الأوراق وأسقطت تحالفات وأقامت تحالفات. ثم بعد نجاح الثورة المضادة في وقف مسيرة التغيير التي تعلقت بها آمال شعوب المنطقة، تحول كثير من أصدقاء الأمس إلى أعداء..
لا يوجد في ما ذكره الشيخ يوسف القرضاوي في الحلقة 22 من "مراجعات" ما يبرر الإساءة إليه أو التشهير به. بل ينبغي أن نكبر في الشيخ وفاءه وصدقه وشجاعته وأمانته..
يرى الصديق العزيز أبو العلا ماضي أن على الإخوان أن يختاروا بين السياسة والدعوة، ويقول إنه خرج من الإخوان لأنهم رفضوا إلحاحه عليهم بأن يختاروا بين أن يكونوا جماعة دعوية أو حزباً سياسياً