اقتصاد دولي

ما هي الشركة التي هربت من "اسرائيل" بسبب المقاطعة؟

المقاطعة خطر استراتيجي على إسرائيل- أرشيفية
المقاطعة خطر استراتيجي على إسرائيل- أرشيفية
أوضح مختصون فلسطينيون، أنه لا توجد تقديرات دقيقة حول مدى تأثير حملات المقاطعة المختلفة على الاحتلال الإسرائيلي، لكن المؤكد أنها تتسبب بخسائر مالية كبيرة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
 
تدريب شرطة الاحتلال

وأعلنت شركة "G4S" الأمنية مطلع الشهر الجاري، تصفية أعمالها في "إسرائيل"؛ وهي  شركة علمت مع السجون الإسرائيلية، وعلى المعابر والحواجز العسكرية المنتشرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
 
وقالت حملة المقاطعة "BDS"، على صفحتها في موقع "فيسبوك" إن ضغطها على G4S، أثمر إنهاء الشركة تعاملاتها مع إسرائيل، وبيع معظم أعمالها هناك، مؤكدة أن مقاطعة الشركة "ستستمر لأنها لم تنه أكبر عقودها مع إسرائيل؛ وما زالت مشاركة في تدريب شرطة الاحتلال؛ عبر كلية شرطية".
 
وأكدت حملة المقاطعة أن "G4S"؛ وهي شركة متعددة الجنسيات ومقرها لندن؛ خسرت عام 2010 وحده عقودا تقدر بملايين الدولارات في عشرات الدول حول العالم بسبب المقاطعة؛ ومن أبرز مقاطعي الشركة نتيجة عملها في "إسرائيل" مؤسسة بيل غيتس؛ التي تقدر استثماراتها لدى "G4S" بـ170 مليون دولار.
 
لكن شركة "G4S"، أرجعت تصفية استثماراتها في "تل أبيب"، "لرغبتها بتقليص أعمالها في الأسواق"، وفقا لما نقله موقع "i24" الإسرائيلي، حيث اشترى صندوق "فيمي" الإسرائيلي، فرع الشركة في "إسرائيل" بمبلغ يقدر بأكثر من 104 ملايين دولار.
 
خسر بمليارات الدولارات

وحول انسحاب الشركة من السوق الإسرائيلية، أوضح خالد منصور، منسق الحملة الشعبية لمقاطعة البضائع الإسرائيلية، وعضو السكرتارية المحلية لــ"BDS"، أن "الحراك الشعبي الدولي ضد هذه الشركة بدأ في أكثر من قطر في العالم؛ وهو ما هدد مصالحها في العالم وأجبرها على تصفية أعمالها في إسرائيل"، منوها إلى أن "أصدقاء الحملة كانوا يتظاهرون أسبوعيا تقريبا أمام مقر الشركة بلندن".
 
وأكد لـ"عربي21"، أن الاحتلال الإسرائيلي "يعترف أنه خسر بسبب المقاطعة مليارات الدولارات؛ نتيجة سحب الكثير من شركات التأمين والبنوك العالمية استثماراتها من السوق الإسرائيلية"، منوها إلى أن "هناك رأيا عاما بدأ يتكون في أوروبا وأمريكا؛ بأن إسرائيل دولة خارجة عن القانون ويجب معاقبتها".
 
وأضاف منصور: "إسرائيل بسبب نشاط المقاطعة وحملة BDS؛ بدأت تخسر سمعتها؛ وهو ما دفع خبراء وقادة في الحركة الصهيونية للاجتماع قبل عامين في إسرائيل لمناقش الأمر؛ حيث أكدوا أن المقاطعة هي خطر استراتيجي على إسرائيل ويجب أن تواجه بحزم وقوة".
 
ولفت إلى أن "الاحتلال عمل على سن قانون في الكنيست الإسرائيلي؛ لتجريم كل من يلتزم بالمقاطعة؛ وذلك في محاولة منه لوقف الخسائر الكبيرة التي تتكبدها إسرائيل"، متوقعا تصفية العديد من الشركات العالمية لأعمالها في "تل أبيب" في المستقبل القريب.
 
صورة من نجاح المقاطعة

وحول تأثير المقاطعة على الاقتصاد الإسرائيلي، أكد أستاذ علم الاقتصادفي جامعة الأزهر بغزة، معين رجب، أن "مقاطعة المنتجات الإسرائيلية؛ لها دور مهم في العلاقات التجارية بين الدول؛ بشرط أن يحسن تطبيقها على أرض الواقع".
 
ورأى في حديثه لـ"عربي21"، أن "المقاطعة لن تجبر الاحتلال على تغيير مواقفه الاستراتيجية من القضية الفلسطينية؛ لكنها تؤلمه ألما شديدا حينما تنفذ بروح قوية وموحدة داعمة للفلسطينيين"، مشددا على أهمية أن "يكون الفلسطينيون والعرب والمسلمون؛ هم القدوة في تنفيذ المقاطعة".
 
وأشار رجب، إلى أن خروج شركة "G4S"، من السوق الإسرائيلية؛ "هي صورة من صور نجاح المقاطعة؛ لأن حملة BDS؛ استطاعت أن توصل رسالة واضحة لهذه الشركة؛ دفعتها أو أقنعتها بتصفية أعمالها في إسرائيل".
 
وحول التأثير الفعلي لحملات المقاطعة، قال الخبير الاقتصادي عمر أبو شعبان: "ليست هناك نتائج كبيرة للمقاطعة الاقتصادية للاحتلال؛ والتي من الممكن أن تؤثر على الاقتصاد الإسرائيلي، إذا أخذنا في الاعتبار أنه اقتصاد متطور وكبير ونام وله علاقات متشعبة مع الكثير من دول العالم".
 
المعنى السياسي للمقاطعة

وأضاف لـ"عربي21": "الأهم من المقاطعة الكمية؛ هو المعنى السياسي والقانوني لهذه المقاطعة"، منوها إلى أنه "من المهم التركيز على الفكرة التي تعتمد عليها المقاطعة الاقتصادية؛ ولماذا يجب مقاطعة البضائع الإسرائيلية".
 
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن "هناك تساؤلا كبيرا منذ عدة سنوات؛ حول مدى فاعلية حملة BDS، وحملات المقاطعة المتواصلة، وحجم تأثيرها الحقيقي على أرض الواقع"، مؤكدا أنه "لا يوجد تقدير دقيق بمدى نجاح وتأثير تلك الحملات على الاقتصاد الإسرائيلي".
 
وحول كيفية تفعيل تلك الحملات من أجل أن يكون لها تأثير أكبر ونجاح أوسع، أوضح أبو شعبان، أنه "يجب تفعيل مؤسسات المجتمع المدني بشكل أكبر، في الوقت الذي يجب أن تكون الرؤى واضحة حول مجالات المقاطعة".

واعتبر الخبير أن "المقاطعة في بعض الأحيان؛ ليست هي العلاج المناسب أو الآلية الملائمة؛ لأننا حينما نقاطع جهة ما؛ فنحن نفقد التواصل معها وبالتالي نفقد القدرة على التأثير بها"، وفق رؤيته.
 
المستوطنات الإسرائيلية

أما بالنسبة لرؤية الاحتلال الإسرائيلي لحملات المقاطعة وخاصة "BDS"؛ أوضح المختص في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة، أن "الخارجية الإسرائيلية، تحاول أن تسوق لدول العالم؛ أن المتضرر من تلك الحملات؛ هم الفلسطينيون وليسوا الإسرائيليين"، مرجعا ذلك لأن "غالبية الذين يعملون في المستوطنات الإسرائيلية؛ هم عمال فلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة".
 
ورأى جعارة في حديثه لـ"عربي21"، أن "حملات المقاطعة للمنتوجات الإسرائيلية؛ يجب أن تدعم بقرار سياسي؛ كي يكون لها تأثير أكبر على إسرائيل"، مدللا على ذلك بما حدث بين الهند وبريطانيا؛ "عندما قررت الهند مقاطعة منتجات الاحتلال البريطاني؛ على صعيد المواد الغذائية والملابس فحققت بذلك نجاحا كبيرا".
 
وتعرف حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات "BDS"، بأنها حركة تعمل لإنهاء الدعم الدولي للقمع الإسرائيلي للفلسطينيين والضغط على "إسرائيل" للامتثال للقانون الدولي، وتشمل؛ مقاطعة بضائع الشركات العالمية المتواطئة في انتهاكات "إسرائيل" للقانون الدولي.
التعليقات (0)