صحافة دولية

في ظل الجائحة.. صناديق استثمارات تربح المليارات (فيديو)

عوائد هائلة لمراهنات على تقلبات السوق في ظل الأزمة- جيتي

ألقى تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على مكاسب كبيرة حققتها صناديق استثمارات دولية، تعرف بـ"المحافظ الوقائية" أو "صناديق التحوط"، بالتزامن مع تفشي فيروس كورونا المستجد عالميا، وتسببه بشلل اقتصادي شبه كامل في العديد من الدول، بما فيها الصناعية والمتقدمة، وعلى رأسها الولايات المتحدة.

 

وأوضح التقرير أن المحافظ الوقائية تلك تتهم بجني المليارات من المراهنات في السوق خلال الأزمة، في حين يعاني العاملون في قطاع الصحة ويخاطرون بأرواحهم في بيئة عمل عالية المخاطر، فضلا عن الأضرار المتفاوتة الأخرى التي يعاني منها أغلب شرائح المجتمعات.

ويشير التقرير إلى أن "فرانسس أوجرادي"، الأمينة العامة لمجلس النقابات (TUC)، شنت هجوما لاذعا على مديري تلك الصناديق، قبل أيام، بعد أن تم الكشف عن مراهنة إحداها في لندن بمبلغ 2.4 مليار جنيه إسترليني، على تحركات السوق، الذي يشهد ذعرا لدى المستثمرين بسبب الإغلاق العالمي.

 

 

وجاءت أنباء عن تحقيق الصندوق المكاسب المفاجئة بمليارات الجنيهات مع إعلان "كريسبين أودي"، مؤيد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والذي جمع الملايين من مراهنات على الجنيه الإسترليني، في الفترة التي سبقت الاستفتاء، إن صندوقه حقق أكبر مكسب شهري له منذ الأزمة المالية (2008- 2009).

وقالت أوجرادي لـ"الغارديان" إن من علامات خلل الاقتصاد البريطاني أن مديري صناديق التحوط يجنون المليارات، في حين أن عمال الرعاية الذين يضعون حياتهم على المحك بالكاد يقفون على أرجلهم.

 

اقرأ أيضا: "كورونا" هي الأزمة الأولى فقط.. هذه أربع أزمات ستتبعها

 

وأضافت: "عندما تنتهي الأزمة المباشرة، نحتاج إلى إعادة بناء اقتصاد أكثر مساواة. يجب جعل الأغنياء يدفعون نصيبهم العادل ويجب أن يحصل العمال العاديون على الاحترام والأجر الذي يستحقونه".

 

وأوضحت الصحيفة أن شركة "Ruffer Investment"، لمالكها الملياردير "جوناثان روفر"، أخبرت العملاء بأنها حققت 2.6 مليار دولار (2.4 مليار جنيه إسترليني) خلال انهيار سوق الأسهم العالمية الناجم عن الجائحة الفيروسية، وذلك بعد سلسلة من الرهانات "الاستثمارية الوقائية" على تقلبات السوق.


كما ظهر أن صندوق التحوط الأمريكي حقق عوائد بنسبة أربعة آلاف و144 بالمئة من مراهنات على انهيار سوق الأسهم في العام حتى نهاية آذار/ مارس.

 

وحقق صندوق "Universa Investments" ومقره ميامي عائدا بنسبة ثلاثة آلاف و612 بالمئة في آذار/ مارس وحده، بحسب التقرير.

ولفتت الغارديان إلى أن "أودي"، الذي تبلغ ثروته نحو 800 مليون جنيه إسترليني، أبلغ عملاءه بشكل خاص أن العالم "يواجه أزمة سيئة مثل الكساد الكبير في الثلاثينيات".

وفي رسالة إلى المستثمرين نشرتها وكالة "بلومبرغ"، قال أودي: "ما يحدث ليس مثل 2008- 2009، ولا 2001-2002، ولا حتى 1989-1992. إن الانخفاض في الناتج القومي الإجمالي العالمي لهذا العام سيشبه ما حدث في 1931-1932. كانت تلك فترة عصيبة اختفت فيها البلدان والمؤسسات، واغتنمت شخصيات مثل أدولف هتلر الفرصة للسيطرة على ألمانيا".