صحافة دولية

صندي تايمز: بريطانيون يستغلون الوباء لزراعة شعرهم في تركيا

تكلفة زراعة الشعر في بريطانيا 8 آلاف جنيه إسترليني لكن في إسطنبول قرابة الـ1500 جنيه- جيتي

استعرضت صحيفة "صندي تايمز" ازدهار سياحة زرع الشعر من بريطانيا إلى تركيا، وقالت إن ديفيد (35 عاما) وهو محام بدأ يفقد شعره قبل خمسة أعوام، ولم يفكر أن هناك شيئا يستطيع عمله، ولو قام بعملية زراعة للشعر فقد يواجه أسابيع وأشهرا قبل أن يعود شعره إلى الحالة الطبيعية.

وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" إنه لم يكن يتخيل مواجهة زملائه وموكليه في المحكمة بفروة رأس حمراء بشكل واضح. إلا أن الوباء غير كل هذا، وكان واحدا من الكثير من البريطانيين الذي انتهزوا فترة الإغلاق للسفر إلى إسطنبول من أجل عمليات زراعة شعر وبوتوكوس وشفط الدهون وشد البطن في إسطنبول.

وأشارت إلى أنه "في العام الذي حظر على الملايين السفر لزيارة الأهل أو القيام بسياحة فإنه سمح على ما يبدو بمغادرة البلد لتكبير الشفاه أو شد المؤخرة على الطريقة البرازيلية، وأي شخص يصل من بريطانيا إلى تركيا من أجل عملية في عيادة تجميل يخرق قواعد الحجر الصحي".

وفي كانون الأول/ ديسمبر منعت تركيا الرحلات المباشرة إلى بريطانيا بسبب السلالة الجديدة من فيروس كورونا. وفي الوقت الحالي يطلب من أي مسافر قادم من بريطانيا الحجر لمدة عشرة أيام، ولا يبدو أن أحدا من القادمين البريطانيين يفعل هذا. وتواجه تركيا موجة حادة من فيروس كورونا وصلت في الأسبوع الماضي إلى أعلى درجاتها بـ 59,000 حالة في يوم واحد. وأعلنت الحكومة عن إغلاق لمدة أسابيع على أمل أن توقف انتشار الفيروس.

لكن من استطاعوا الوصول إلى إسطنبول قالوا إنها فترة راحة من بؤس البقاء في البيت ولعدة أشهر. وقال ديفيد الذي وصل إلى إسطنبول الشهر الماضي: "كان عاما صعبا، وفي نهايته شعرت أنني فعلت شيئا لنفسي وتحسين مظهري". وأضاف: "فكرة أن أبتعد عن الرؤية العامة لأسابيع قليلة عامل إيجابي".

وتعتبر السياحة العلاجية في تركيا تجارة واسعة. ويصل إليها مئات الآلاف من حول العالم في كل عام لتلقي العناية الصحية من عمليات القلب المفتوح إلى عمليات زرع الذقن. وثلث الزوار لتركيا جاءوا من أجل العلاج، ما يجلب موارد مالية سنوية بـ 1.2 مليار دولار.

 

اضافة اعلان كورونا
وتعتبر إسطنبول عاصمة زراعة الشعر في العالم. ومشاهد فروات الرأس الحمر بعد العملية والعصابات المضادة للتورم التي تحمل اسم العيادة، عامة في الأسواق.

ويأتي كل عام مئات من البريطانيين إلى المدينة لإعادة شعرهم الطويل من أيام الشباب. وتكلف العملية 1,500 جنيه إسترليني مقارنة مع 8,000 جنيه إسترليني في بريطانيا. وتراجعت موارد السياحة العلاجية في العام الماضي بنسبة 50%، ومع ذلك جاء البعض. وقال علي أتاقان، مدير التطوير في عيادة الدكتور سركان إيغين إن السرية التي منحها الوباء كان "السبب الأهم" بالنسبة للأشخاص الذين قرروا الحصول على عمليات تجميل في العام الماضي.

وأضاف أنهم ولأسباب اجتماعية لم يرغبوا بالكشف عن عمليات زرع الشعر وهم يعملون ومن الصعب إخفاء العملية. ولهذا قرروا إجراء العملية وهم يعملون من البيت. وقال إن بعض المرضى البريطانيين أخبروه بأنهم غير قلقين حول كلفة العملية لأنهم حصلوا على منح مالية من الحكومة و"لديهم المال من الحكومة ويمكنهم استخدامه".

وقبل الوباء كان يحضر للعيادة حوالي 40 رجلا وامرأة من بريطانيا كل شهر، ويدفع كل منهم ما معدله 2,200 جنيه إسترليني لزراعة الشعر أو عملية تجميل. وتصل نسبة البريطانيين إلى 20% من زبائن العيادة.

وزار العيادة في الفترة ما بين شباط/ فبراير وحزيران/ يونيو 113 بريطانيا وجاء 31 آخرون من أجل عمليات تجميل الأنف وشد المعدة.

ومنذ الإغلاق الثاني حضر كل شهر خمسة زبائن من بريطانيا. وهناك بعض البريطانيين مثل ديفيد يعيشون في دول تسمح لهم بالسفر إلى تركيا، حيث انتقل إلى سويسرا في عام 2019. وهناك نسبة صغيرة غادرت بريطانيا في خرق لأوامر البقاء في البيت.

وقام بعضهم بقيادة سيارته إلى إيرلندا الشمالية ومنها إلى جمهورية إيرلندا حيث القيود ليست مشددة. وسافروا من هناك إلى تركيا لعمليات تجميل. وسافر ناويد (33 عاما) من بلفاست إلى دبلن ثم طار إلى إسطنبول في عطلة عيد الفصح.

ومثل ديفيد -بحسب الصحيفة- فإنه خضع لعملية زراعة شعر في عيادة الدكتور سيركان إيغين التي تعتبر الأشهر في المدينة. وقال: "تعرفين أنه الوقت الأفضل للقيام بها، ولأن الناس لا ينفقون مالا كثيرا بسبب الإغلاق فلديهم فائض لإنفاقه على عمليات التجميل".

وبناء على قيود الإغلاق البريطانية فلا يسمح بمغادرة البلاد إلى الخارج بدون عذر مقنع كتلقي العلاج أو الذهاب إلى موعد طبي "ضروري". وقال متحدث باسم وزارة الصحة والعناية الاجتماعية: "تهدف قيودنا إلى "البقاء في بريطانيا" لمنع انتشار الفيروس" و"من غير المسموح به مغادرة بريطانيا بدون إعفاء أو تبرير مقنع للسفر إلى الخارج وعلى الأفراد ممن لا إعفاء لديهم توضيح سبب عمل في نموذج تصريح السفر".

والبريطانيون ليسوا وحدهم من يأتون إلى عيادات التجميل التركية، فمدير ومالك مايكروفو، أوزان معمر إيديمير، قال إن هناك زيادة في الزبائن القادمين من فرنسا. وقال: "في فرنسا يعملون حيلا مختلفة للقدوم إلى هنا" و"كل واحد يحاول إجراء العملية في أقرب وقت لأنه أفضل وقت لزراعة الشعر" و"لديهم وقت حر ولا شيء ليعملوه والمكاتب مغلقة ويعملون في بيوتهم وبعض المحلات مغلقة ولديهم وقت كاف للتعافي بدون أن يراهم أحد".

وقال إن عيادته قبل الوباء كانت تقوم بـ 19 عملية زراعة شعر في اليوم، منهم عدد كبير زوار أمريكيون وبريطانيون. ومع انتشار الفيروس قلت العمليات لكنه تلقى حوالي 600 مكالمة من بريطانيا حول عمليات زراعة الشعر.  وقال: "هناك إمكانية كبيرة تنتظرنا وتلقينا رسائل على واتساب والبريد الإلكتروني. والإنجليز منظمون وهم يخططون للعملية ستة أو ثمانية أشهر مقدما أو في العام التالي وعندما تسنح لهم الفرصة يأتون".