صحافة إسرائيلية

صحف عبرية: لقاء هرتسوغ بملك الأردن تسخين جديد للعلاقات

هرتسوغ-عبد-الله-1630775261

اهتمت الصحافة العبرية، بالزيارة السرية التي قام بها رئيس الاحتلال الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، إلى الأردن، والتقى خلالها بالملك عبد الله الثاني في العاصمة عمان الأحد الماضي.


صحيفة "معاريف"

ورأت صحيفة "معاريف" في خبرها الرئيس الذي أعده "أريك بندر"، في هذه الزيارة السرية "تسخينا آخر في العلاقات بين إسرائيل والأردن"، واصفة اللقاء الذي جرى بين الملك عبدالله ورئيس الاحتلال بـ"الحار".

وزعمت أن الاجتماع السري عقد بـ"مبادرة من ملك الأردن، حيث جرى البحث في مسائل استراتيجية عميقة، على المستوى الثنائي والإقليمي".

وأكد هرتسوغ بعد اللقاء، أن "الأردن دولة هامة جدا، وأنا أحترم الملك عبدالله جدا، هو زعيم عظيم ولاعب إقليمي هام جدا، التقى مؤخرا بزعماء مهمين جدا، بينهم جو بايدن، فلاديمير بوتين، عبد الفتاح السيسي ومحمود عباس".

وأضاف: "تحدثنا في اللقاء عن مجالات مركزية في الحوار بين الطرفين، وضمن أمور أخرى؛ عن اتفاق للاستيراد الزراعي من الأردن في "سنة التجاوز"، والطاقة والحلول لأزمة المناخ والتي يمكن أن نحققها معا"، مشيدا بمرور عام على التطبيع مع بعض الدول العربية.

وذكر رئيس الاحتلال، أن اتفاقيات التطبيع "أرست أرضية إقليمية، وهي هامة جدا لتغيير المنطقة والحوار فيها، لقد سعدت بتدشين سفارة الإمارات في تل أبيب في بداية ولايتي، وفي نيتي أن أتحدث وألتقي مع رؤساء دول آخرين من المنطقة".

ونوه إلى أن حديثه مع العديد من زعماء العالم، يأتي بـ"التنسيق مع حكومة إسرائيل، فمن المهم جدا لمصالحنا الاستراتيجية والسياسية، الخوض في حوار مع الجميع"، موضحا أن اللقاء السري السابق لنفتالي بينيت (رئيس وزراء الاحتلال) مع الملك اتفق فيه على فتح صفحة جديدة بين عمان وتل أبيب.

ومن بين المواضيع التي طرحت في اللقاء الذي جرى بين الملك وبينيت سابقا، أزمة المياه العسيرة التي تعيشها المملكة، والرغبة في تلقي المساعدة من الاحتلال.

وفي إطار الجهد الإسرائيلي لترميم العلاقات مع الأردن التي كانت متوترة في عهد بنيامين نتنياهو، التقى أيضا مؤخرا وزير خارجية الاحتلال يئير لبيد، بنظيره الأردني أيمن الصفدي في الجانب الأردني من "جسر اللنبي"، وجرى الاتفاق بحسب الصحيفة في اللقاء على بيع الاحتلال لعمان 50 مليون متر مكعب من المياه في العام الحالي.

 

كما أنهما اتفقا على زيادة إمكانية التصدير الأردني إلى الضفة الغربية المحتلة، وفق بروتوكول باريس الذي يشكل الإطار الاقتصادي للتجارة بين تل أبيب والسلطة.

ولفتت "معاريف"، إلى أنه "منذ انتخب هرتسوغ في منصبه، فإنه يبدي نشاطا كبيرا في المجال السياسي، حيث تبادل مؤخرا الرسائل مع ملك المغرب محمد السادس، وتحدث هرتسوغ مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأيضا مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

صحيفة "هآرتس"

أما صحيفة "هآرتس"، فرأت في مقال للكاتب يونتان ليس، أن اللقاء يعبر عن "تقارب إضافي بين إسرائيل والأردن"، موضحة أن اجتماع الملك مع هرتسوغ وقبله مع بينيت "أنهى سنوات من القطيعة بين الزعماء في عهد نتنياهو".

وأكدت أن "اللقاء الدافئ" في عمان، "يعزز مكانة هرتسوغ كلاعب رئيسي، من أجل الدفع قدما بعلاقات إسرائيل الخارجية، فمنذ توليه منصبه أجرى الرئيس محادثات استثنائية مع زعماء دول علاقتها مع إسرائيل متداعية (تركيا والسلطة)".

ونوهت الصحيفة، إلى أنه "برز في السنوات الأخيرة، إلى جانب التعاون الأمني الوثيق، خلل في العلاقات العلنية بين إسرائيل والأردن، واتخذ خط هجومي ضد سياسة إسرائيل في ما يتعلق بمنطقة الحرم (المسجد الأقصى المبارك) وحي الشيخ جراح، وانتقد بشدة عملية العدوان الأخير على غزة".

واستذكرت "هآرتس" ما أسمتها بـ"المواجهة العلنية" عقب إلغاء زيارة ولي العهد الأردني لمدينة القدس المحتلة بسبب الخلافات حول ترتيبات الحماية مع حكومة نتنياهو، حيث تطور الأمر لوضع "عقبات" أمام طائرة نتنياهو التي كانت تريد العبور في الأجواء الأردنية في طريقها لزيارة الإمارات، ما تسبب في إلغاء زيارة نتنياهو لأبوظبي، وتبع ذلك قرار رئيس الحكومة في حينه نتنياهو، بإغلاق المجال الجوي الإسرائيلي أمام الرحلات الجوية القادمة من الأردن.

ونبهت إلى أن لبيد ومن خلال اجتماعه مع الصفدي، "أعطى إشارات حول الاستعداد لمساعدة الأردن في ضائقة المياه التي يعاني منها"، معتبرة أن "أحد أسباب التوتر بين الطرفين، هو قرار تل أبيب الانسحاب من مشروع قناة البحرين الذي استهدف التخفيف من ضائقة الأردن".

 

هيئة "كان"


وبدورها، اعتبرت كاتبة أنه "بعد الكشف عن اللقاء السري الذي جمع الرئيس يتسحاق هرتسوغ مع الملك الأردني عبد الله الثاني في قصره بالعاصمة عمان الأسبوع الماضي، أكد هرتسوغ أنه سيلتقي بقادة آخرين في المنطقة متى توفر ذلك".

 

وأضافت ميخال رابينوفيتش في تقريرها على هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني-كان، ترجمته "عربي21": "لعل عبد الله وهرتسوغ يريدان من اجتماعهما الإشارة إلى فتح مسار جديد بين، في حين أن مصر والأردن تشعران أن هناك نضجا أكبر من الجانب الأمريكي لاستئناف العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين".


وأضافت أن "هرتسوغ كشف أن محادثاته مع عبد الله كانت رائعة، لأنه قائد مهم بالنسبة لنا، ومتى أمكن، سألتقي بالعديد من قادة المنطقة، كل ذلك بالتنسيق مع الحكومة، مما دفع أوساطا سياسية في إسرائيل للتقدير بان لقاء هرتسوغ وعبد الله قد يحمل إشارات بشروع إسرائيل في عملية سياسية مع الفلسطينيين".


وأوضحت أن "هناك سلسلة من المجالات الرئيسية للحوار بين إسرائيل والأردن، بما في ذلك اتفاقية لاستيراد المنتجات الزراعية وقضايا الطاقة والاستدامة والحلول لأزمة المناخ التي يمكن تعزيزها معا مع بلدان أخرى في المنطقة، وهناك مشاعر في المنطقة برغبة في المضي قدما والتحدث سويا".


وأشارت إلى أن "لقاء هرتسوغ-عبد الله يتزامن هذه الأيام مع مرور عام على توقيع اتفاقيات التطبيع التي أرست أساسا إقليميا مهما، وربما لن يكون اجتماعهما الأخير، لأن القمة الثلاثية التي عقدها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، سادت أجواء بوجود زخم ونضج أمريكي أكبر لاستئناف العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، ويأمل الفلسطينيون بأن ينجح السيسي بإقناع رئيس الوزراء نفتالي بينيت".


وتابعت بأنه "بعد فترة وجيزة من تعيينه رئيسا، تلقى هرتسوغ رسالة تهنئة من السيسي، وقبل ذلك بوقت قصير، تلقى هرتسوغ مكالمة مفاجئة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي هنأه أيضا على توليه منصبه، وأكدا أن العلاقات الإسرائيلية التركية لها أهمية كبيرة للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأن هناك إمكانات عالية للتعاون بينهما في العديد من المجالات، خاصة في مجالات الطاقة والسياحة والتقنية".


وكان موقع إخباري إسرائيلي قد كشف قبل ساعات أن "هرتسوغ زار القصر الملكي يوم الأحد الماضي في العاصمة الأردنية عمان، والتقى الملك عبد الله، وبحثا قضايا في العمق الاستراتيجي، وشكل اللقاء خطوة أخرى في تحسين العلاقات مع عمان بعد الكشف عن لقاء سري سابق جمع نفتالي بينيت رئيس الحكومة مع الملك".


وأضاف باراك رافيد في تقريره الحصري على موقع ويللا الإخباري، ترجمته "عربي21" أن "هرتسوغ قام بزيارة سرية إلى الأردن التقى خلالها الملك عبد الله في قصره، وكان لقاء دافئا، وتناول قضايا العمق الاستراتيجي، سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي، وقد نسق هرتسوغ رحلته إلى الأردن مع وزير الخارجية يائير لابيد ورئيس الوزراء نفتالي بينيت، كاشفا أنه وجد أجواء في المنطقة بالرغبة في المضي قدمًا والحديث الثنائي". 


وأوضح أن "هرتسوغ الذي أكد أن زيارته السرية التي تمت بالتنسيق الكامل مع الحكومة الإسرائيلية، تعتبر مهمة جدًا للمصالح الاستراتيجية والسياسية لإسرائيل، مما يستدعي الدخول في حوارات مع جميع الأطراف". 


وقال: "قبل أسابيع قليلة، وبعد وقت قصير من توليه منصبه، التقى رئيس الوزراء بينيت بصورة سرية بالملك عبد الله في عمان، وجاء الاجتماع جزءًا من عملية سريعة لتحسين العلاقات مع الأردن منذ تغيير الحكومة في إسرائيل، كما التقى وزير الخارجية لابيد بنظيره الأردني أيمن الصفدي، ووقع البلدان اتفاقيات في مجال المياه والتجارة، بعد أن غرقت العلاقات مع الأردن في أزمة كبيرة إبان عهد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، ثم بدأت مرحلة التحسن البطيء". 


واعتبر الكاتب أن ذلك يأتي "كجزء من الاتفاقات بين البلدين، تعهدت إسرائيل بتزويد الأردن بالمياه، لأنه في كل عام يطلب الأردنيون من إسرائيل كمية إضافية من المياه تتجاوز الحصة السنوية، وعادة ما توافق إسرائيل على الفور، لكن رفض نتنياهو لهذه الزيادة تسببت بدفع الأردن لإلغاء زيارته إلى أبو ظبي قبيل الانتخابات، من خلال رفض التحليق في أجواء المملكة".


وأضاف: "في مارس الماضي، ألغيت زيارة ولي العهد الأردني إلى المسجد الأقصى في اللحظة الأخيرة بسبب إصرار إسرائيل على عدم الاستجابة لطلبات أردنية بتوفير حماية أمنية أردنية للأمير، وبعد أن رد الأردنيون بعدم السماح لنتنياهو بالسفر إلى أبو ظبي من عمان، ردت إسرائيل بقرار مفاجئ من رئيس الوزراء السابق بإغلاق المجال الجوي الإسرائيلي أمام الطائرات الأردنية، لكنه عاد بعد ذلك بوقت قصير".