صحافة دولية

رجل أعمال إسرائيلي يروي ما حصل معه خلال رحلته للسعودية

عاد رجال الأعمال الإسرائيليون من زياراتهم الأخيرة إلى السعودية بانطباعات وصفوها بأنها "إيجابية"- الأناضول

في الوقت الذي تتحضر فيه دولة الاحتلال لإمكانية إعلان التطبيع الرسمي مع السعودية، فقد كشف النقاب مؤخرا عن زيارات علنية يقوم بها رجال أعمال إسرائيليون إلى المملكة، والتقائهم هناك بنظرائهم السعوديين، وإبرامهم صفقات تجارية واستثمارية.


وقد عاد رجال الأعمال الإسرائيليون من زياراتهم الأخيرة إلى السعودية بانطباعات وصفوها بأنها "إيجابية"، وسط ترتيبات للقيام بزيارات أخرى قادمة، وإمكانية استقبال نظرائهم السعوديين في دولة الاحتلال، في ظل ما يدعون أنها فرص كبيرة للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، لاسيما في ضوء ما يسوقه الإسرائيليون من منتجات وابتكارات في عالم التكنولوجيا والهايتك، الأمر الذي تفتقر إليه المملكة، وتحاول تعويضه بشراء هذه المنتجات بأسعار باهظة.


آيال فيلدمان رجل الأعمال الإسرائيلي والرئيس التنفيذي ومؤسس شركةMellanox، ورئيس مجلس إدارة شركة Waldo Holdings عاد قبل أيام من الرياض، وقال إنه "التقى هناك كثيرا من السعوديين الذين يريدون مقابلتنا، والتحدث معنا، زاعما أن هناك إمكانات لا تصدق للتعاون معهم، لأن الشركات السعودية تفكر في خطة 2030، وما سيحدث بعد عصر الطاقة، وقد زرت الرياض وجدة لمدة أربعة أيام، وعدت متحمساً جدًا من كل ما يحدث هناك". 


وأضاف في حوار مع صحيفة يديعوت أحرونوت ترجمته "عربي21" أن "محمد بن سلمان يقوم بتغييرات بعيدة المدى في وقت قصير جدًا، السعودية تتغير، وتيرة لا تصدق من تطوير البناء، ونحن وهم نأمل أن تحقق رحلة بايدن إلى المنطقة تقدمًا كبيرًا، وقد نصل للتطبيع الذي نتوقعه جميعًا، مع العلم أننا سافرنا بجوازات سفر أجنبية، وربما لم يحن الوقت بعد لدخول السعودية بجوازات إسرائيلية، لكن عندما دخلت، لم أخف أنني إسرائيلي حين التقيت برجال أعمال ومسؤولين حكوميين، كانت الاجتماعات جيدة جدًا، وكلا الجانبين ينتظران الفرصة لبدء التعاون والتطبيع، بسبب اهتمامهم الكبير بقدراتنا التكنولوجية".


تشكل مثل هذه الزيارة التجارية لرجال الأعمال الإسرائيليين للسعودية جس نبض لطبيعة تقبل الطرفين لكل منهما، وواضح أن صناع القرار في تل أبيب والرياض على اطلاع كامل بهذه الزيارات التي تهدف إلى تعبيد الطريق لإعلان التطبيع الكامل بينهما، ربما خلال زيارة بايدن الى المنطقة، أو بعدها، رغم أن عدم إيجاد حل للقضية الفلسطينية يبقي مثل هذا التطبيع العلني في أزمة حقيقية، لاسيما أن الاحتلال أعلن رفضه مرارا للمبادرة السعودية الخاصة بالصراع، التي تبنتها الجامعة العربية.


في الوقت ذاته، وإلى حين نضوج الأوضاع السياسية التي تدفع باتجاه التطبيع الرسمي، فإن جملة من الخطوات الاقتصادية والتجارية اتخذتها الرياض وتل أبيب، بجانب تنظيم زيارات رجال الأعمال من الجانبين، ومنها السماح للطيران الإسرائيلي بالتحليق في الأجواء السعودية، فضلا عن إجراء وسائل إعلام المملكة لحوارات صحفية مع مسؤولين إسرائيليين، ومهاجمة المقاومة الفلسطينية في الكثير من الأحيان، لاسيما خلال فترات المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي.