سياسة عربية

صحفيون يشتمون السيسي.. وإعلاميوه: ستدفع الثمن

هل انقلب مؤيدو السيسي عليه؟- أ ف ب
شهدت المظاهرة التي نظمها عشرات الصحفيين مساء الأحد، أمام نقابتهم احتجاجا على اقتحام النقابة من قبل قوات الأمن، واعتقال زميلين، ترديد هتافات تحمل سبا مباشرا، وشتائم بحق رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وذلك لأول مرة منذ تنصيب الأخير نفسه رئيسا للبلاد قبل نحو 22 شهرا.

وهتف الصحفيون المحتجون: "هو السيسي فاكر إيه.. أخطر منه، ودُسنا عليه.. يسقط يسقط حكم العسكر.. يسقط كل كلاب العسكر".

وأضافت الهتافات: "الداخلية بلطجية.. النقابة ما تتهان.. واللي يهينها كل جبان.. والنقابة لها كرامة".

وتابع الصحفيون: "والله.. زمان وبعودة.. ليلة أبوكم ليلة سوداء.. حي حي حي دور السيسي جي جي.. حبس الصحفي عار وخيانة.. عيش حرية.. الجزر دي مصرية".


وأردفوا: "لا بنخاف ولا بنخاف.. إحنا صحافة مش إرهاب.. يا لي جاي بتضرب فينا.. من الإرهاب (هل) حررت سيناء؟".

إعلاميو السيسي في مواجهته

وأعرب عدد من أعضاء مجلس النقابة، وإعلاميي السيسي، عن ذهولهم من واقعة اقتحام النقابة، وحذروا من أنها خطأ لا يغتفر، وحاول بعضهم التماس العذر للسيسي بأنه لم يعرف بواقعة الاقتحام، مؤكدين أن أقل إجراء يجب أن يُتخذ الآن هو إقالة وزير الداخلية.

البلشي: قرار يتجاوز حدود الجنون

ووصف عضو مجلس النقابة، خالد البلشي، واقعة الاقتحام بأنها "قرار يتجاوز حدود الجنون، وإدانة لنظام كامل في طريقة تعامله مع الصحافة، وجريمة سيدفع ثمنها كل من ارتكبها، ورسالة واضحة لنقابة الصحفيين، ولا يمكن السكوت عنها، وجريمة في حق هذا النظام الذي ارتكبها، ومنهج للداخلية لابد من وقفه".

وأضاف في مداخلة مع برنامج "العاشرة مساء": "نحن أمام بلطجة أمنية.. هذا الأمر لن يمر بسهولة، ولابد من رد حقيقي وقوي وفوري شاملا للصحافة وللجمعية العمومية في مواجهة هذا الاعتداء".

 وحذر البلشي من أن مرور الواقعة دون إجراء قوي يعني أن المجتمع كله سيدفع ثمن ذلك، منتقدا ما اعتبره "صلف اللواء المقرحي، مساعد وزير الداخلية، في تعليقه على الحادثة".

حنان فكري: لن ندفع ثمن صراع الأجهزة‎

في السياق نفسه، قالت عضوة مجلس النقابة حنان فكري: "لو الرئاسة ما تعرفش أن قوات أمن مسلحة قد اقتحمت النقابة رغما منها تبقى دي مصيبة، وتبقى الداخلية دولة جوه الدولة.. ولو تعرف دي مصيبة أكبر". 

وحملت "فكري" السيسي المسؤولية عما حدث، قائلة: "مش مسؤولية وزير الداخلية بس، لأن ما جرى يؤكد أن الداخلية تشتغل ضد الرئاسة".

وأضافت: "كفاية صراع أجهزة، والصحفي لن يدفع حياته ثمنا لصراع الأجهزة، وكفاية استقطابا". وأردفت: "هم (الداخلية) اللي بيغرقوا البلد".

وحذرت من أن الصحفيين سيصعدون المواجهة، وأنهم في اعتصام حاليا، وحتى يوم الأربعاء المقبل (موعد عقد الجمعية العمومية المزمعة).

وقالت: "سنتخذ قرارات"، مشددة على أن "إقالة وزير الداخلية هي أبسط حاجة، وإجراء مبدئي، لكي نعرف كيف سيتم فض الاشتباك بين الداخلية والنقابة".

وأكدت أن ما حدث يعد سابقة لم تحدث في التاريخ، بالمخالفة للمادة 70 من قانونها.

إبراهيم عيسى: جريمة لم يرتكبها أسوأ الأنظمة

وأعرب إبراهيم عيسى عن استيائه الشديد من اقتحام النقابة.

وقال في برنامجه، عبر فضائية "القاهرة والناس": "هذا أمر لم يجرؤ أي مستبد، ولا نظام مستبد، أن يفعله من قبل".

وأضاف: "الحرية والديمقراطية والدستور في خطر داهم وهائل ورهيب.. هذه لحظة فارقة بين المؤمنين بالحرية والديمقراطية وبين هؤلاء الذين يسعون إلى هدم الدولة عبر هدم الدستور والقانون والديمقراطية"، وفق قوله.

وتابع: "ارتكبت الدولة جريمة كبرى في تاريخ الصحافة والسياسة.. جريمة لم يرتكبها أسوأ الأنظمة ديكتاتورية، واستبدادا".

وأردف: "على النظام أن ينتبه، وعلى الأجهزة أن تعي، أن هذه اللحظة فارقة بينها وبين الحرية في مصر"، مشددا على أنه "لم يغب عن حرية الصحافة أصحابها وأبطالها"، على حد وصفه.



لميس الحديدي: مصيبة الرئاسة أعظم

ومن جهتها، قالت الإعلامية لميس الحديدي: "إذا كانت الرئاسة لا تعلم فتلك مصيبة وإذا كانت تعلم وتعرف فالمصيبة أعظم"، مشيرة إلى أن: "ده ضرب للنظام".

وائل الإبراشي: أي حاكم يفضل ألا تقتحم في عهده

أما وائل الإبراشي، فقال في برنامجه "العاشرة مساء": "نعزي كل من امتهن مهنة الكلمة، أو الذين انتموا إلى نقابة الصحفيين، ففي سابقة هي الأولى من نوعها تم اقتحام نقابة الصحفيين من قبل قوات الأمن، لتنفيذ أمر ضبط وإحضار صادر بحق محمود السقا وعمر بدر، وهم متهمان في قضايا التظاهر في 25 إبريل".

واعتبر الإبراشي أنه سينسب إلى هذا العهد أنه اقتحمت نقابة الصحفيين فيه.

وأضاف: "سيذكر أنه في هذا العهد تم اقتحام الصحفيين، ومن الناحية الرمزية لا يتم هذا الاقتحام بينما أي حاكم يفضل ألا تقتحم النقابة في عهده"، بحسب وصفه. 

رشوان: الوحيد الذي يخسر

وعبر نقيب الصحفيين السابق، ضياء رشوان، عن استيائه الشديد إزاء اقتحام الأمن للنقابة.

وقال في خلال استضافته في برنامج "مع إبراهيم عيسى"، مساء الأحد: "الشخص الوحيد الذي يخسر الآن في مصر هو رئيس الجمهورية"، بحسب تعبيره.

وطالب رشوان "السيسي" بالتدخل لحل الأزمة، بسبب ما وصفه بـ"حالة الغضب الشديدة بين أوساط الصحفيين"، قائلا: "أرجو من الرئيس السيسي التدخل الفوري الآن"، موضحا أن الأمر يتعلق بكرامة الصحفيين هذه المرة، وفق وصفه.

وأضاف أن هناك من يريد أن "ينغص" على الرئيس، بصفته من يشرف على تطبيق الدستور، وأقسم اليمين على احترامه، على حد قوله.

وجدد رشوان تأكيده أن اقتحام النقابة مخالف للدستور والقانون جملة وتفصيلا، مضيفا أنه "بحسب معلوماتي حتى هذه اللحظة لم يكن هناك تواجد لأحد من أعضاء النيابة العامة لحظة الاقتحام".

مكرم: لم يحدث في عهد مبارك

واستنكر نقيب الصحفيين الأسبق مكرم محمد أحمد، اقتحام قوات الأمن لمقر نقابة الصحفيين.

وقال في تصريحات صحفية: "إن كان صحيحا ما حدث فهذا خطأ كبير، لأنه لم يحدث طوال تاريخ النقابة".

وأضاف: "نظام الرئيس السابق حسني مبارك لم يجرؤ على اقتحام النقابات المهنية برغم الأزمات التي مرت بها العلاقة بينهما، وخاصة نقابة المحامين".

عمرو أديب: فضيحة عالمية

وفي السياق نفسه، وصف الإعلامي عمرو أديب، واقعة الاقتحام، بأنها سابقة تاريخية هي الأول من نوعها للقبض على عمرو بدر، ومحمود السقا.

وقال في برنامج "القاهرة اليوم"، عبر فضائية "اليوم" إن "مشهد اقتحام مبنى نقابة الصحفيين لا يمكن تقبله، وهتكون فضيحة في العالم كله".

واعتبر أن ما قامت به وزارة الداخلية إساءة للسيسي، ولمصر، مشيرا إلى أنه منذ اقتحام "الداخلية" للنقابة لم يتحدث مسؤول بها يخبرنا عن سبب الاقتحام بهذا الشكل.

وتساءل أديب: "ما الاستفادة من إحداث هذه السابقة التاريخية؟ ما الفكرة؟ ما الشيء الذي وطد الأمن في مصر؟".

وتابع: "لماذا هذا التعسف في استخدام القوة؟ نقيب الصحفيين كان قد وعد أنه سيسلمهم بنفسه، لماذا لم تنتظر"؟

واستكمل: "هذا المشهد لا يمكن تقبله، وسيكون فضيحة في العالم كله، نقابة الصحفيين هي حصن الحرية، لو كل حاجة أصبحت بلا معنى، يبقى البلد كلها بلا معنى".

وتابع: "ما التقييم السياسي لوزير الداخلية بخلاف تقييمه الأمني المتدني جدا؟ هذه أشياء لا يمكن السكوت عليها، وتمثل إساءة للرئيس، والدولة"، على حد تعبيره.



ياسر رزق: السيسي لم يكن يعلم

وفي مواجهة هذه العاصفة من الغضب، حاول الإعلامي المقرب من السيسي، ياسر رزق، الدفاع عنه، بدعوى أنه لم يكن يعلم بالاقتحام، وليس راضيا عنه.

وكشف في حوار مع برنامج "هنا العاصمة"، مع لميس الحديدي، أنه حاول الاتصال بمسؤولين كبار في الرئاسة الجمهورية، وأنهم أبلغوه بعدم العلم المسبق بما حدث، والإدراك لتداعياته السلبية، وعدم الرضا عن الواقعة.

وأضاف رزق: "أنا متأكد أن الرئيس (يقصد السيسي) لم يكن يعلم، وأنه لا يمكن أن يكون راضيا عنه"، زاعما احترامه للصحافة.

واعتبر أن "ما حدث من اقتحام النقابة إجراء ضد مصر، ومعاد لنظام 30 يونيو، أيا كانت ذرائعه، ويقوض العلاقة بين النظام والصحافة الحرة، ولا بد أن يكون الإجراء في مواجهته على قدر ما اتخذ".

واتهم "رزق" وزير الداخلية، مجدي عبد الغفار، بالإساءة لصورة الشرطة، والوطن، ومصر، ونظام السيسي، واستهدافه شخصيا، مشيرا إلى أنه "يبدو من حماقة هذا الإجراء شبهة تعمد الإساءة للرئيس، ودق أسافين بينه وبين من يدعم نظام 30 يونيو"، وفق قوله.

وطالب رزق بإقالة وزير الداخلية، "لأن هناك إجراءات اتخذت كان فيها قدر من عدم الحصافة السياسية، وكان يمكن أن تتخذ بشكل أفضل"، بحسب تعبيره.

وحذر من أنه "لا أحد يقف ضد حرية الصحافة وينتصر، بل يهزم دائما وحرية الصحافة"، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء "أكيد ما يعرفش"، ومتوقعا أن يأمر السيسي بتشكيل تتشكل لجنة للتحقيق فيما جرى، حسبما قال. 

نقيب الصحفيين

ومن جهته، وفي المقابل، شن نقيب الصحفيين، يحيى قلاش، هجوما شديد اللهجة على وزارة الداخلية.

وقال: "ده شغل عصابات مش شغل مؤسسات". وأضاف: "نحن نطبق شريعة غاب، وليس دولة قانون"، مناشدا "السيسي التدخل شخصيا"، وقال: "أناشد الرئيس إعادة الأمور إلى نصابها، مشكلات مصر لن تحل بالأمن، هذا أمر خطير يا سيادة الرئيس، وعليك أن تتدخل".

وأضاف قلاش: "هنرد اعتبارنا، واعتبار البلد كلها، واللي يشتغل في الصحافة ما يخافش، وأنا طالبت بإقالة وزير الداخلية لأنها أقل حاجة هتكون مقبولة، ووزير الداخلية بيشغل في البلد، وبيتصرف بطريقة غير مسؤولة، وليست في صالح البلد".

وتابع: "أقل ما يمكن قبوله إقالة وزير الداخلية، وطالبت الرئيس السيسي شخصيا بالتدخل في هذا الأمر، ولن أنتظر ردا، ولكن أنتظر تصرفا يحفظ للبلد أمنها".

وتابع: "الوزير (وزير الداخلية) بيولع في البلد كلها، ولا أعلم لمصلحة من، ولا يمكن أن تترك البلد له كي يديرها بهذه الطريقة العبثية التي لم يفعلها حبيب العادلى"، على حد قوله.

بيان مجلس النقابة

وكانت نقابة الصحفيين أصدرت بيانا، صبيحة الاثنين، قالت فيه إن المجلس يؤكد "أن هذا العدوان، الذي استباح مقر النقابة بالمخالفة للقانون والدستور ولكل الأعراف السياسية والوطنية والدولية؛ لا يمكن غسل عاره إلا بإقالة فورية لوزير الداخلية".

وقرر المجلس الدعوة لاجتماع عاجل لأعضاء الجمعية العمومية ظهر الأربعاء لتدارس هذا الحدث الجلل، واتخاذ ما يناسبه من قرارات للرد عليه، بما يحفظ كرامة المهنة، ويصون حرمة النقابة، وفق البيان.