سياسة عربية

هجوم فتحاوي عبر "وفا" على سلام فياض و"رؤيته" الجديدة

موقع إسرائيلي: رجال عباس سارعوا إلى مهاجمة فياض ومبادرته- أرشيفية
شنت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، الأربعاء، هجوما لاذعا على رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض، وذلك بعدما عرض خطته لإنهاء الانقسام بين حركتي حماس وفتح في الطريق إلى إقامة دولة فلسطينية.

وقالت الوكالة التي يديرها مقربون من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في مقال افتتاحي، إن "الخطة محاولة فاشلة لتصفية الكفاح الفلسطيني الذي يمتد عشرات السنين"، داعيا فياض إلى التحلي بالموضوعية، وأن لا يلجأ إلى "التعمية والتورية، وبالتالي التضليل".

وأضافت "وفا" أن "فياض يقفز في خطته عن الحقائق التي عاشها وعايشها عن كثب، لم تسقط سهوا، وهو ما يستدعي السؤال: لماذا جاء برنامج فياض المرحلي محملا بكل هذه الحمولة من التسامح تجاه الانقلاب وتداعياته (في إشارة إلى حماس)؟".

وزعمت الوكالة الفلسطينية، أن "رؤية فياض الجديدة صيغت من داخل وقلب اللعبة الإقليمية والدولية التي كانت وراء الانقلاب ودعمته، والتي لا تنطلي على الشعب الفلسطيني الذي تمرس في النضال الوطني ويميز بدقة بين الغث والسمين".

وكان فياض عرض مبادرته في ندوة أجريت في رام الله بمشاركة سياسيين وأكاديميين فلسطينيين. وبحسب فياض، فإن الخطة تستهدف كسر الجمود السياسي في السلطة الفلسطينية وإنهاء السيطرة الإسرائيلية في الضفة الغربية.

وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني السابق أن الخطة "تقوم ضمن أمور أخرى على إعلان عن فترة انتقالية محددة، ينتهي في أثنائها الانقسام بين الضفة والقطاع، وفي إطارها تندرج "عموم الفصائل الفلسطينية"، بما فيها "حماس"، تحت إطار "م ت ف".

وفي المرحلة الثانية من خطة فياض، تتشكل قيادة فلسطينية جديدة من مندوبي عموم الفصائل؛ "هناك مجال للتفكير في تشكيل قيادة مشتركة تحظى بالإجماع، تلتزم فيها كل الفصائل بالهدنة، وتتمكن من إعادة تنظيم المؤسسات الرسمية والدستورية في الضفة والقطاع بعد تسع سنوات من الانقسام واعادة بناء قطاع غزة".

وقال فياض، بحسب الخطة، إنه في غضون نصف سنة من انتهاء الفترة الانتقالية تجرى انتخابات حرة للبرلمان الفلسطيني ولمنصب رئيس السلطة.

رؤية فياض هي أن تؤدي المصالحة وتشكيل جبهة فلسطينية واحدة إلى إنهاء السيطرة الإسرائيلية في الضفة، على أساس وقف نار طويل مع إسرائيل. وفي زمن وقف النار، تنطلق مسيرة سياسية "على أساس قواعد المسيرة السلمية المقبولة لدى الأسرة الدولية، وعلى رأسها مبادرة السلام العربية".
 
واقترح فياض أن يتحدد جدول زمني للعملية ولإنهاء السيطرة الإسرائيلية في الضفة، مع ضمانات بذلك من دول في الغرب وفي المنطقة، فيما تعتبر خطة فياض، بحسب موقع "واللا" الإسرائيلي، استثنائية على نحو خاص لأنها تفسر كتحدٍ مباشر لحكم أبي مازن الذي لم ينجح بعد سنوات من جولات المحادثات بين حركتي فتح وحماس واتفاقين، في تحقيق المصالحة الفلسطينية.

وفي محيط أبي مازن، سارعوا إلى مهاجمة المبادرة المفاجئة. وبعد ساعات قليلة من عرضها، نشر مقال افتتاحي في وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، فيه انتقاد هجومي للخطة. وجاء فيه أن "هذه محاولة فاشلة لتصفية الكفاح الفلسطيني الذي يمتد عشرات السنين"، وفقا للموقع الإسرائيلي.

وزعم أن "فكرة خوض مسيرة سياسية مع إسرائيل على أساس هدنة تتناقض وموقف القيادة الفلسطينية برئاسة أبي مازن، وبموجبها لا يجب الموافقة على إقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، بل فقط في تسوية دائمة. دولة في حدود مؤقتة معناها التنازل عن القدس، الأمر الذي سيؤدي إلى تهويدها"، كما جاء في مقال "وفا". 

ويضيف المقال أن "دعوة فياض لقيادة موحدة هي بلا شك جزء من الجهود، سواء من حماس أم من إسرائيل، لخلق بديل لـ (م.ت.ف) وأخذ الحق منها في تقرير مستقبل الشعب الفلسطيني". وينتهي المقال إلى القول إن "أعداء الفلسطينيين يسعدهم أن يسمعوا المبادرة (الإبداعية) الجديدة، التي تستهدف ضعضعة أساسات الشعب الفلسطيني".

وكان فياض عُين من رئيس السلطة أبي مازن في منصب رئيس الوزراء الفلسطيني بعد سيطرة "حماس" على قطاع غزة في 2007. وقد استقال في العام 2013، في أعقاب خلافات شخصية مع أبي مازن.

وفياض، رجل اقتصاد يقف على رأس حزب مستقل يعتبر مقربا جدا من مسؤولين كبار في إسرائيل وفي البيت الأبيض. وفي ضوء نجاحاته الكثيرة في المجال الاقتصادي، وفي مساعي تحسين الأمن في مناطق الضفة في سنوات توليه لمنصبه، فقد أثار حسد رجال فتح وأبي مازن، الذين رأوا فيه عدوا سياسيا.

وبعد استقالته، وقف فياض ضد قيادة محمود عباس، وقال في مقابلات صحفية إن "حركة فتح تنهار"، وإن "التاريخ الفلسطيني كله هو قصة زعامة فاشلة".